للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٤ - تَبَيَّنَ من خلال هذه الدراسة أن اللغة تميل إلى المخالفة بين ماضي الفعل ومضارعه من حيث حركة عينه، فإذا كانت مفتوحة في الماضي كسرت في المضارع والعكس صحيح، إلا إذا كان الفعل عينه أو لامه من أحرف الحلق، فالقاعدة هنا المماثلة، وشذ عن هذه القاعدة الخاصة أفعال سبق ذكرها حيث خضعت للقاعدة العامة وهي المغايرة. إن قاعدة المغايرة هذه تسير في اتجاه مضاد للمماثلة طلبا للحفاظ على الملامح الفارقة، والمميزة للمعاني.

٥ - إن الإظهار والإدغام لغتان عرفتهما العربية، والإظهار الأصل وهو لغة الحضر، والإدغام فرع عنه، وهو لغة البدو. وسبب الإدغام هو طلب الخفة في النطق. فالصوت القوي يفرض على الصوت الضعيف أن يماثله ثم ينصهر فيه.

٦ - كما استخدمت اللغة الصوائت القصيرة في تعدد اللهجات استخدمت أيضا إبدال الصوامت بعضها من بعض كوسيلة لتعدد اللغات في الكلمة الواحدة، نحو: "الصراط" و"الزراط"، وهما لغتان في "السراط".

كما أفاد درس الإبدال المعجم في معرفة أصول بعض الكلمات المشكلة. وقد بينت الدراسة أن بعض المواد في المعجم العربي يعود الفضل في وجودها للقراءة القرآنية القائمة على الإبدال.

٧ - إن تحقيق الهمز فيه شيء من الصعوبة؛ لذلك جنح العرب إلى تخفيفه بحذف، أو إبدال، أو بين بين. وقد أمدت القراءة القرآنية المعجم العربي بكثير من الشواهد الموثقة التي تمثل كل أشكال التخفيف السابقة.

وقد تلجأ اللغة إلى همز ما لا يهمز حفاظا على قوانينها وثوابتها، كأن تتحاشى الجمع بين الساكنين مثلا.

٨ - إن اللغة العربية من اللغات التي تعتمد على الإعراب في تحديد المعنى؛ لذلك حافظت على الحركة الإعرابية بطرق عدة. وقد اجتلبت هاء السكت

<<  <   >  >>