للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والإدغام عندهم نوعان: كبير، وصغير. أما الكبير فهو ما كان الأول من الحرفين فيه متحركاً. وأما الصغير فهو ما كان الحرف الأول فيه ساكناً (١).

ويذكر القراء للإدغام سبباً، وشرطاً، ومانعاً. أما السبب فينحصر في:

١ - تماثل الحرفين: أي اتحادهما في المخرج والصفة، مثل (التاءين) و (الراءين).

٢ - أو تجانسهما: أي اتفاقهما في المخرج واختلافهما في الصفة، مثل: (التاء والطاء).

٣ - أو تقاربهما: في المخرج أو الصفة أو فيهما معاً، مثل (الدال والسين) أو (الذال والشين).

وأما الشرط فَأَلَّا يَفْصِل بين المُدْغَمَيْنِ ما يجعل النطق بهما من موضع واحد متعذراً، كالفصل بينهما بصائت طويل نحو: {أَنَا النَّذِيرُ} (٢). كما اشترطوا أن يكون المدغم فيه أكثر من حرف إن كان الإدغام في كلمة واحدة، نحو: {خَلَقَكُم} (٣)، وأما {خَلَقَكَ} (٤) فلا إدغام فيه؛ لأن المدغم فيه حرف واحد (٥).

وأما موانع الإدغام المتفق عليها بين القراء، فهي ثلاثة:

١) كون الحرف الأول تاء ضمير للمتكلم، أو المخاطب، نحو:" كُنْتُ تُرَابَاً" (٦) و {أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ} (٧).

٢) كون الحرف الأول مشدداً، نحو: "رَبَّ بِمَا" (٨) و {مَسَّ سَقَرَ} (٩) ذلك لما يظهر من أن الحرف المشدد يُنْطَقُ صَوْتَيْنِ من موضعٍ واحدٍ، فكيف إذا أُضِيفَ لهما ثالثٌ بالإدغام ... ؟.


(١) انظر: ابن الجزري: النشر: ٢/ ٣ - ١٧، وعبد الفتاح القاضي: الوافي في شرح الشاطبية: ١٢٨ - ١٣٧.
(٢) الحجر: ٨٩.
(٣) البقرة: ٢١، وردت هذه الكلمة في القرآن الكريم ثماني عشرة مرة.
(٤) الكهف: ٣٧، والانفطار: ٧.
(٥) انظر: النشر: ٢/ ٣ - ١٧، والوافي في شرح الشاطبية للقاضي: ١٢٨ - ١٣٧.
(٦) النبأ: ٤٠.
(٧) يونس: ٤٢.
(٨) الحجر: ٣٩.
(٩) القمر: ٤٨.

<<  <   >  >>