للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التخفف والسرعة في الكلام. كما نستطيع أن ننسب الإظهار إلى بيئة الحجاز المتحضرة، وهي تميل إلى التأني في الأداء بحيث تظهر كل صوت فيه" (١).

وأما على صعيد معجم التاج فقد تناول الزبيدي الإدغام فذكر تعريفه (٢) وحَدَّدَ بيئته (٣)، وذكر علله وأسبابه ولم يبتعد فيما ذكر عما تقدم (٤). وتَوَقَّفَ عند الكثير من القراءات التي حدثت فيها هذه الظاهرة، موضحاً ما حدث في الكلمة من إدغام، أو إبدال، أو نَقْلٍ ... ولا ريب في أنه قد أفاد معجمه من هذه القراءات. وسوف يتضح ذلك عند عرض طائفة من مفردات هذه الظاهرة فيما يلي.

تميل اللغة العربية إلى الإدغام حين يتوالى صوتان متماثلان سواء في كلمة واحدة أو كلمتين، إذا كان الصوت الأول مُشَكَّلا بالسكون، والثاني محركا، وذلك لتحقيق حد أدنى من الجهد عن طريق تجنب الحركات النطقية التي يمكن الاستغناء عنها. وهناك حالتان أخريان يقع فيهما الإدغام أحيانا، هما:

١) تتابع صوتين متماثلين في كلمتين اثنتين حين يكون الصوت الأول محركا.

٢) تتابع صوتين مختلفين – لكن متقاربين – سواء في كلمة واحدة أو في كلمتين.

ولكي يتم الإدغام (المماثلة الكاملة) في هاتين الحالتين لابد من اتخاذ الخطوات الآتية:

(أ) تحقيق المماثلة بين الصوتين المراد إدغامهما إن لم يكونا متماثلين فعلا.

(ب) تسكين الصوت الأول إن لم يكن كذلك.

(ج) سبق الصوتين المدغمين، وإتباعهما بحركة، سواء كانت صغيرة أو كبيرة.

فإذا تم هذا يمكن إدغام الصوتين أو تداخلهما، والنطق بهما دفعة واحدة. وعلى هذا فإن الإدغام يمكن أن يفهم على أنه إذالة الحدود بين الصوتين


(١) السابق: ١٣٣.
(٢) انظر التاج: ٣٢/ ١٦١.
(٣) انظر التاج: ٢/ ٤٢٢، ٦/ ١٨٣، ١٠/ ٤١٠.
(٤) التاج: ٣٢/ ١٦١.

<<  <   >  >>