للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كلُّ امرئ في شأنه يَسعَى

وبَلوتُ أكثر أهلها فإذا

ولقد طلبتُ فلم أجدْ كَرمًا ... أعلى بصاحبه من التَّقوى

أخي المسلم: لن تنقضي رحلتنا إلا بعد أن أتحفك بتحف نفيسة تحكى تلك التحف، التي جلوت بها ناظريك .. ولكن هذه المرأة أخي سأتحفك بصورة من زهد أقوام آخرين .. إنهم أولئك الذين انتفعوا بهدى الصالحين .. وسمت الزاهدين .. فكانوا مثلهم في الزهد ورفض الدنيا رحمهم الله تعالى.

لما ولى سليمان بن عبد الملك أقطع الناس الاقطاعات فقال ابن للحسن البصري لأبيه: لو أخذنا كما يأخذ الناس؟ فقال: أسكت ما يسرني لو أن لي ما بين الجسرين بزنبيل تراب.

وقال مالك بن دينار: «يقولون مالك زاهد، أي زهد عند مالك وله جبة وكساء؟ ! إنما الزاهد عمر بن عبد العزيز أتته الدنيا فاغرة فاها فتركها».

وهذا معروف الكرخي أوصى في علته فقال: «إذا متُّ فتصدقوا بقميصي هذا فإني أحب أن أخرج من الدنيا عريانًا كما دخلت غليها عريانًا».

ودخل بعضهم على داود الطائي وهو في دار واسعة خربة ليس فيها إلا بيت وليس على بيته باب فقال له بعض القوم: أنت في دار وحشة فلو اتخذت لبيتك هذا بابًا أما تستوحش؟ فقال: «حالت وحشة القبر بيني وبين وحشة الدنيا».

<<  <   >  >>