أراك وكلَّما فَتَّحْتَ بابًا ... من الدنيا فَتَحتَ عليكَ نابَا
ألمْ تَر أنَّ غُدوةَ كل يوم ... تزيُدكَ من منيَّتك اقترابَا
أخي المسلم: حقًا لا يعشق الدنيا إلا ناقص في رأيه .. معكوس في سعيه! ولك أخي أن تنظر في هذا التعليم البديع من النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه الأبرار - رضي الله عنهم -، إذا مرَّ ذات مرة بالسوق والناس من حوله فإذا بجدي أسك ميت، فتناوله فأخذ بأذنه ثم قال:«أيكم يحب أن هذا له بدرهم؟ » فقالوا: ما نحب أنه لنا بشيء وما نصنع به؟ ! قال:«أتحبون أنه لكم؟ » قالوا: والله لو كان حيًا كان عيبًا فيه لأن أسك فكيف وهو ميت؟ ! فقال:«فوالله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم»! [رواه مسلم].
يا بَانيَ الدَّار المُعدَّ لهَا ... ماذَا عملتَ لداركَ الأخْرَى
ومُمهِّدَ الفُرُش الوَثيرة لا ... تُغفلْ فراشَ الرَّقْدَة الكُبرى
++ ... ولقد دعيتَ وقد أجَبْتَ لما ... تُدعَى له فانظُرْ لما تُدْعَى
ثم أخي أليس من زهادة الدنيا وحقارتها أن المؤمن لا يجد سعادته إلاَّ في دار القرار؟ !
مرَّت جنازة على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:«مستريح ومستراح منه» قالوا: يا رسول الله ما المستريح والمستراح منه؟ قال: «العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله عز وجل والعبد