للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الشبهات: ولا يكون ذلك أخي إلاَّ بعد تركك للحرام فالشبهات برزخ بين الحلال والحرام.

الدرجة الثانية: الزهد عن الفضول: وهو ما زاد عن الحاجة، اغتنامًا لعمارة الوقت قال - صلى الله عليه وسلم -: «إنما يكفي أحدكم ما كان في الدنيا مثل زاد الركب» مع قطع طمع النفس في التعلق بالدنيا، فلا يتعلق بها في حالتي الترك أو الأخذ، فإن الزهد زهد القلب.

الدرجة الثالثة: الزهد في الزهد: فيرى أن زهده في الدنيا ليس بشيء إذ أنها لا تسوي عند الله جناح بعوضة، بل يرى أن أخذ ذلك وتركه سواء إذ أنه لا يسوى شيئًا، وهذا من دقائق فقه الزهد ويرى أيضًا أن الله تعالى هو المتفضل عليه في زهده في الدنيا أو أخذه منها، فإذا جمع العبد ذلك فهو الغاية في الزهد» [الإمام ابن القيم/ باختصار].

أخي في الله: أوَ مَا تشتهي أن أُتحفَك بعبارات العارفين .. الزاهدين .. وهم يُعرِّفُونَك بهذا الطريق، ويدُلُّونك على معالمه؟

فهذا شقيق البلخي رحمه الله يقول: «ثلاث خصال هي تاج الزهد؛ الأولى: أن يميل على الهوى لا يميل مع الهوى.

والثانية: ينقطع الزاهد إلى الزهد بقلبه.

والثالثة: أن يذكر كلما خلا بنفسه كيف مدخله في قبره، وكيف مخرجه ويذكر الجوع والعطش والعري وطول القيامة والحساب والصراط وطول الحساب والفضيحة البادية، فإذا ذكر ذلك شغله عن ذكر دار الغرور، فإذا كان ذلك كان من محبي

<<  <   >  >>