للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فاعمل ليوم أن تكون إذا بكوا

في يوم موتك ضحكًا مسرورَا

* أيها المذنب! كيف أنت إذا تفرق عنك الأهل والأصحاب؟ !

إنه يوم نهايتك فيه مع أهلك وأحبابك؛ إذ أهالوا عليك التراب! فيسلمونك بعدها إلى ضيق اللحود.

فيا الله! ما أشدها من لحظات عليك أيها المسكين.

فبينما أنت مشغول بكربات القبر وشدائده .. إذا بأهلك مشغولون باقتسام ميراثك,

جفت الدموع بعد البكاء وتقادم العهد بعد التذكر! وسلام الحبيب بعد الجزع!

قال معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما يومًا لعبيد بن شرية الجرهمي: أخبرني بأعجب شيء رأيته؟ ! قال: إني نزلت بحي من قضاعة، فخرجوا بجنازة رجل من بني عذرة، يقال: حريث، وخرجت معهم، حتى واروه في حفرته؛ تنحيت جانبًا عن القوم، وعيناي تذرفان بالبكاء، ثم تمثلت بأبيات من الشعر كنت أرويها قبل ذلك بزمان طويل:

استقدر الله خيرًا وارضينَّ بِهِ ... فبينما العسر إذ دارت مياسير

<<  <   >  >>