للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

* فماذا أعددت له أيها المذنب؟ !

يا من استأنست بشهوات النفس .. وأخلدت إلى رغائبها! أعلمت أن المصير إلى حفرة يا لبؤس ساكنها إن لم يمهدها بالصالحات؟ !

تابعت النفس اللجوج .. وعما قليل ليأتينك الخبر اليقين!

أيها المسكين! ماذا أعددت لبيت الوحشة .. ومثوى الدود؟ !

قال عمر بن عبد العزيز لبعض جلسائه: «يا فلان، لقد أرقت الليلة، أتفكر في القبر وساكنه، وإنك لو رأيت الميت بعد ثلاثة في قبره؛ لاستوحشت من قربه بعد طول الأنس منك به! ولرأيت بيتًا تجول فيه الهوام! ويجري فيه الصديد! وتخترقه الديدان! مع تغير الريح! وبلى الأكفان! بعد حسن الهيئة، وطيب الريح، ونقاء الثوب»! قال: ثم شهق شهقة خر مغشيًا عليه!

* أيها المذنب! احذر فظاعة المثوى!

غدًا يثوى الجميع إلى حفرة يبين فيها السعيد من الشقي .. منزل يسعد فيه السعداء .. ويشقى في غمراته التعساء!

القبر! ما أفظع كرباته! وما أشد محنه!

كم من مجندل تحته! وكم من مكروب بين أركانه!

فهل تذكرت - أيها المذنب - فظاعة المثوى .. ووحشة الفراش؟ !

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما رأيت منظرًا قط إلاَّ والقبر أفظع

<<  <   >  >>