للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العمل الصالح:

نحتاج دومًا ونحن نسير في هذه الحياة إلى وقفات مع النفس نحاسبها فيها على ما مضى من أعمال .. ونُحصي عليها الذنوب وأوجه التقصير، ثم نسارع بالتوبة إلى الله.

لقد خف الحساب يوم القيامة على قوم دققوا الحساب مع أنفسهم في الدنيا، فلنكن من هؤلاء ولنكثر من تلك الجلسات التي نخلو فيها بأنفسنا لننتزع منها اعترافًا بالتقصير، فمعرفة الداء والاعتراف به نصف الدواء، والندم هو جوهر التوبة.

٢٧ - رمضان

مع القرآن:

القرآن أفضل وسيلة تزيد حب الله في القلب .. قال صلى الله عليه وسلم: «ألا من اشتاق إلى الله فليستمع كلام الله، فإن مثل القرآن كمثل جراب مسك أي وقت فتحه فاح ريحه» [رواه الديلمي]

ومما يمكن لحب الله في القلب من خلال القرآن: تتبع الآيات التي تتحدث عن مظاهر حب الله لعباده، والتي تتمثل في توالي نعمه وإمداداته لعباده، وتسخير الكون لهم، وسعة عفوه ورحمته، وحلمه وستره وإمهاله للعصاة، وخطابه الودود المطمئن الذي يخاطب به عباده.

فحبذا لو تتبعنا هذه المظاهر خلال قراءتنا للقرآن، واجتهدنا في تجاوب القلب معها.

السؤال: اذكر خمسة من مظاهر حب الله لعباده والآيات الدالة عليها من خلال قراءتك للقرآن.

العمل الصالح:

هناك مجالات كثيرة لمحاسبة النفس تتناول حياة المسلم من جميع جوانبها، علينا أن نقف أمام كل جانب من جوانبها، ونقتبس منها أوجه التقصير لنتداركها.

هذه الجوانب هي:

١ - عبادات الجوارح كالصلاة والصيام والأعمال الصالحة البدنية.

٢ - عبادات القلوب: كالشكر والصبر والرضا.

٣ - معاصي الجوارح: كالتقصير في الصلاة، وكإطلاق البصر والغيبة والنميمة.

٤ - معاصي القلوب: كالحسد والغرور والإعجاب بالنفس.

٥ - حقوق الآخرين: كحق الوالدين والزوجة والأولاد.

٢٨ - رمضان

مع القرآن:

يقول الحسن البصري: إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله، ولم يأتوا الأمر من أوله. قال الله تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الألْبَابِ} [ص: ٢٩]، وما تدبُّر آياته إلا اتباعه لعلمه، أما- والله- ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتى إن أحدهم ليقول: والله لقد قرأت القرآن كله وما أسقطت منه حرفًا .. قد والله قد أسقطه كله، ما رُئي القرآن له في خلق ولا عمل، وإن أحدهم ليقول: والله إني لأقرأ السورة في نَفَس. ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الورعة. متى كان القراء يقولون مثل هذا؟! لا أكثر الله في الناس مثل هؤلاء.

السؤال: المعاملة على قدر المعرفة .. هذه القاعدة تظهر بوضوح في تعاملنا مع الله عز وجل، فنحن لا نعامله بما يليق بجلاله لأننا لا نعرفه، اذكر آية من سورة الحشر تؤكد هذا المعنى.

العمل الصالح:

حقيقة الشكر هو الشعور بالامتنان تجاه المنعم.

ولقد أكرمنا الله عز وجل في هذا الشهر وتفضل علينا بنعم لا تعد ولا تحصى، فإن أردنا أن يزداد شكرنا له سبحانه، فلنبدأ بتذكر نعم الله علينا خلال هذا الشهر، وحبذا لو كتبنا هذه النعم، وأشركنا معنا الزوجة والأولاد.

٢٩ - رمضان

مع القرآن:

نزل رجل من العرب على عامر بن ربيعة رضي الله عنه فأكرم عامر مثواه، وكلم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء الرجل إليه فقال: إني استقطعت رسول الله صلى الله عليه وسلم واديًا، ما في العرب أفضل منه، ولقد أردت أن أقطع لك منه قطعة تكون لك ولعقبك. فقال عامر: لا حاجة لي في قطعتك، نزلت اليوم سورة أذهلتنا عن الدنيا {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ} [الأنبياء:١] .. هكذا كان تعاملهم مع القرآن .. وهكذا كان فعل القرآن فيهم.

<<  <   >  >>