حَبيبي أبي مَنْ لليتَامى تركتَهمُ
كأفراخ زُغْب في بعيدٍ من الوَكر
أخي المسلم: لمثل هذا اليوم! فلتعد الزاد .. لمثل هذا اليوم! فلتهجر العناد والفساد .. ولمثل هذا اليوم! فلتتق رب العباد ..
دخل الحسن البصري رحمه الله على مريض يعوده فوجده في سكرات الموت! فنظر إلى كربه وشدة ما نزل به، فرجع إلى أهله بغير اللون الذي خرج به من عندهم!
فقالوا له: الطعام يرحمك الله.
فقال: يا أهلاه! عليكم بطعامكم وشرابكم، فوالله لقد رأيتُ مصرعًا! لا أزال أعمل له حتى ألقاه!
أخي: أولئك الصالحون حقًا .. أخذوا في التهيؤ للرَّحيل .. وقد غفل الغافلون حتى هجم عليهم الموت! فطالت الحسرات .. وكثرت الجراحات .. فيا لسعادة أهل الخواتم الحسنة يوم تتلقاهم الملائكة: {سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل: ٣٢].
وقال الله تعالى: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا} [الأحزاب: ٤٤].
قال البراء بن عازب - رضي الله عنه -: (فيسلم ملك الموت على المؤمن عند قبض روحه، لا يقبض روحه حتى يسلم عليه).
أخي في الله: إذا انكشف غطاء الحياة الفانية! خرجت تلك الأرواح المؤمنة الطاهرة تُزَفُّ إلى بارئها تعالى .. وقد أحدقت بها
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute