الملائكة المقربون! فتفتَّح لها أبواب السموات! فيستبشر بها أهل السماوات، ويثنون على صاحبها! وهم يتنسَّمون ريحها الطَّيِّب! الذي يشبه عمل صاحبها!
فيا لله! ما أسعدها من لحظات لتلك الأرواح الطَّاهرة .. وكأنها تقول: وداعًا دار النُّحس والنكد .. وداعًا دار الشقاء والجهد ..
وداعًا أيتها الدار الدَّنِيَّة .. الآسِنَة الرَّديَّة ..
ومرحبًا بدار البقاء .. مرحبًا بدار النَّعيم والهَنَاء .. مرحبًا بدار لا يمسنا فيها نصب ولا عناء ..
أخي: سلَّمني الله وإيَّاك من كل سوء، تلك هذه قصة الأرواح الطَّاهرة! وها أنا أخبرك بقصة عروجها الطَّاهر، كما أخبرنا بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - ..
إذ يقول - صلى الله عليه وسلم -: «إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدُّنيا وإقبال من الآخرة؛ نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأنَّ وجوههم الشمس! معهم كفن من أكفان الجنَّة! وحَنُوط من حَنُوط الجنَّة! حتى يجلسُوا منه مَدَّ البَصَر ثم يجيء ملك الموت - عليه السلام - حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان.
قال: فتخرج تسيل كما يسيل القطرة في السقاء! فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين! حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض!