قال: فيصعدون بها فلا يمرون على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الطيب؟ ! فيقولون: فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمُّونه بها في الدنيا، حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا، فيستفتحون له فيفتح لهم، فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها! حتى يُنتهى به إلى السماء السابعة.
فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليين، وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم، وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارةً أخرى». [رواه أحمد وغيره].
أخي: أرأيت كيف سعدت تلك الأنفس الزكية بلقاء بارئها تعالى؟ ! فما أسعدها من أرواح عاملت ربها تعالى في الدنيا بالصدق والإخلاص؛ فلقَّاها جزاء الصادقين .. وألبسها رداء الصديقين .. ولمثل هذا فليعمل العاملون.؟
ثم أخي أما بلغَكَ خبر تلك الأرواح التي تنكَّرت لخالقها تعالى! فكفرت بعبوديته تعالى؟ ! فما هي قصتها يا تُرى؟ !
لقد جازاها الله تعالى جزاء أعدائه! الذين أعدَّ لهم من العذاب والنكال ما تتفطَّر لذكره الأفئدة!
فها هو نبينا الصادق - صلى الله عليه وسلم - يخبرنا عن تلك الأنفس الخبيثة التي لم تقم بوظيفة العبودية لله تعالى!
قال - صلى الله عليه وسلم -: «وإنَّ العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة، نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه! معهم المُسُوح! فيجلسون منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت