* وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال:«كنَّا بالمدينة فإذا أذن المؤذن لصلاة المغرب، ابتدروا السَّوارِيَ، فيركعون ركعتين ركعتين؛ حتى إنَّ الرجل الغريب ليدخل المسجد، فيحسب أن الصلاة قد صُلِّيت من كثرة من يصليهما! »[رواه البخاري ومسلم/ واللفظ لمسلم].
* وعن سحيم مولى بني تميم، قال:«جلست إلى عامر بن عبد الله، وهو يصلي، فأوجز في صلاته، ثم أقبل عليَّ فقال: أرحني بحاجتك، فإني أبادر! قلت: وما تبادر؟ ! قال: ملك الموت رحمك الله! قال: فقمت عنه، وقام إلى صلاته! ».
* وهذا الجنيد رحمه الله، كان يقرأ وقت خروج روحه! فقيل له: في هذا الوقت؟ ! فقال: أبادر طي صحيفتي!
أخي المسلم: هكذا كان الصالحون يبادرون إلى الطاعات .. ويعدُّون ذلك غنيمةً!
فهلاَّ حاسبت نفسك .. وسائلتها .. وأوقفتها على تقصيرها .. وطالبتها بالمسارعة إلى الخيرات؟ !
فإنك في هذه الدنيا ضيف .. عما قليل سترحل!
سبيلُكَ في الدُّنيا سبيلُ مسافرٍ ... ولابدَّ من زادٍ لكلِّ مسافرِ
ولابدَّ للإنسانِ من حمل عُدَّةٍ ... ولا سيما إنْ خاف صَوْلَةَ قاهِرِ
فبادر .. واغتنم الساعات في فعل الخيرات .. وإياك أن ترحل من الدنيا وأنت خفيف من الحسنات!
فإن أمامك شدائد وأهوالاً؛ لا ينجيك منها مال .. ولا جاه .. ولا نسب!