للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إن كل يوم يمضي من عمرك حجة عليك .. وشاهد عليك غدًا!

وشتان ما بين من عمَّر أيامه بالطاعات .. وبين من عمَّر أيامه بالمعاصي!

ومن العجب أن تنقضي السنين بعد السنين .. وترى البعض منصرفًا عن الطاعات .. مقبلاً على المعاصي!

وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من عمر من أمتي سبعين سنة؛ فقد أعذر الله إليه في العمر» [رواه الحاكم/ صحيح الترغيب: ٣٣٦٠].

وعكس هذا الغافل .. رجل أفنى عمره في الطاعات .. وبادر إلى الخيرات .. والتمس ما عند الله تعالى من رفيع الدرجات ..

وفي هذا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ألا أنبئكم بخيركم؟ ! » قالوا: نعم. قال: «خياركم أطولكم أعمارًا، وأحسنكم أعمالاً» [رواه أحمد، وابن حبان والبيهقي/ صحيح الترغيب: ٣٣٦١].

أخي المسلم: إن العاقل من وُعظ بغيره .. فها هو الموت يخطف الأرواح من حولك .. وسيأتي يومك!

فهل اعتبرت بذلك؟ ! فتذكر يوم أن تبلغ الروح الحلقوم!

ماذا أعددت لتلك اللحظات؟ !

فإياك أن تكون ممن قال الله تعالى عنهم: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون: ٩٩، ١٠٠].

وقال تعالى: {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ

<<  <   >  >>