للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ومعه نفر من أصحابه، ثم أعرض عنه! فقالوا: يا رسول الله لم أعرضتَّ عنه؟ !

قال: «إن معه الآن زوجتيه من الحور العين ينفضان التراب عن وجهه ويقولان: تَرَّبَ الله وجه من ترَّب وجهك! وقتل من قتلك! ». عيون الأثر ٢/ ١٩٤.

* وهذا أبو هريرة - رضي الله عنه - كان يقول: حدِّثوني عن رجل دخل الجنَّة لم يصل قط؟ ! فلم يعرفه أحد! فقال: (أصيرم بني عبد الأشهل عمرو بن ثابت).

وكان من قصته أنه كان رافضًا للإسلام! فلمَّا كان يوم أُحُد بَدَا له في الإسلام فأسلم وأخذ سيفه فقاتل حتى أثبتته الجراحة! وبينما رجال من بني عبد الأشهل يبحثون عن قتلاهم إذا هم بأصيرم فعجبوا لذلك وسألوه: ما جاء بك؟ ! أَحَدبٌ على قومك؟ أم رغبة في الإسلام؟ فقال: بل رغبة في الإسلام، آمنت بالله ورسوله، ثم لم يلبث أن مات! فذكروه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «إنه لمن أهل الجنَّة! ». عيون الأثر ٢/ ٢٧، بتصرف يسير.

أخي في الله: أولئك رجال زُفَّت لهم حُسْن الخاتمة وسعدوا بها عندما صدقت نيَّاتهم ..

أخي: وهنالك آخرون خُتِمَ لهم بالخواتم السَّعيدة .. إذ أنهم صدقوا مع الله في الدنيا، فشهد لهم الناس بالصلاح وصدق الأعمال .. أخي: قف معي نسرح النظر قليلاً في أخبار أولئك الصادقين .. قومٌ عاشوا حياتهم تحت ظل الطاعات .. وبرد الصالحات .. فخرجوا من الدنيا يوم خرجوا منها وبشائر الخير قد أحاطت بهم .. فكانوا أزكى من الزَّهْر إذا فاح .. وأحلى من نسمة الصباح.

<<  <   >  >>