للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يرد القضاء (١)، وأنها يحتجان (٢) [٧ب]، وثبت في الأحاديث الصحيحة الاستعاذة من شر القضاء كما في صحيح مسلم (٣) وغيره، وثبت في حديث الحسن (٤) بن على رضي الله عنهما في القنوت الذي علمه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وقني شر ما قضيت. واعلم أنه قد اشتغل كثير من الناس بالسؤال عن سر القدر، واستشكال مباحث من مباحثه، ولوازم من لوازمه، وهؤلاء مع كوهم قد خالفوا ما وردت به السنة المطهرة من النهى عن البحث عن سر القدر، والاشتغال. مما تخيله الأذهان، وتزيرلنه الأوهام لم يقتدوا برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ الذي أمره الله- سبحانه- بأن يبين للناس ما نزل إليهم، فإنه- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- لما سئل عن ذلك طوى بساط التفصيل والتطويل، والإطناب والتعليل، واكتفى بقوله: " اعملوا وكل أمرء ميسر لما خلق له" (٥).


(١) أخرجه الترمذي رقم (٢١٣٩) والحاكم (١/ ٤٩٣) والطبراني في الكبير قم (١٤٤٢) من حديث سلمان مرفوعًا بلفظ:" لا يرد القضاء إلا الدعاء ... ".
وهو حديث حسن.
(٢) أخرج الطبراني قي الأوسط رقم (٢٤١٨). وأورده الهيتمى في المجمع (١٤٦١١٠) وقال: رواه الطبراني في الأوسط والبزار بنحوه وفيه زكريا بن منظور وثقه أحمد بن صالح المصري، وضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا ينبغي حذر من قدر، والد على ينفع نزل و" لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيلقاه الدعاء فيعتل عان إلى يوم القيامة. " وهو حديث ضعيف.
(٣) رقم (٢٧٠٧) من حديث أبي هريرة قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تعوذوا بالله من جهد البلاء ودرك الشيء وسوء القضاء وشماتة الأعداء "
(٤) أخرجه أبو داود رقم (١٤٢٥) والترمذي رقم (٤٦٤) والنسائي (٣/ ٢٤٨).
وابن ماجه رقم (١٠٩٥) وأحمد (١/ ١٩٩) والبيهقي (١٢ ٤٩٨) وهو حديث صحيح.
(٥) أخرجه البخاري رقم (١٣٦٢) و (٤٩٤٥) و (٤٩٤٦) و (٤٩٤٧) ومسلم رقم (٢٦٤٧) وأبو داود رقم (٤٦٩٤) والترمذي رقم (٢١٣٦ و٣٣٤٤) وغيرهم من حديث علي بن أبي طالب.