للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى أرذل العمر، كبر حتى ذهب عقله هم نفر كانوا على عهد رسول الله- صلى الله عليه واله وسلم- حين سفهت عقولهم، فأنزل الله عذرهم أن لهم أجرهم الذي عملوا قبل أن تذهب عقولهم. وأخرج سعيد بن منصور (١)، وعبد بن حميد (٢)، وابن جرير (٣)، وابن المنذر (٤)، وابن أبي حاتم (٥) قال: في أعدل خلق، ثم رددناه أسفل سافلين يقول: إلى أرذل العمر إلا الذين امنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون، يعني غير منقوص. يقول: إذا بلغ المؤمن أرذل العمر، وكان يعمل في شبابه عملا صالحا كتب له من الأجر مثل ما كان يعمل في صحته وشبابه، ولم يضره ما عمل في كبره، ولم تكتب عليه الخطايا التي تعمل بعدما يبلغ أرذل العمر. وأخرج أحمد (٦)، والبخاري (٧)، وغيرهما عن أبي موسى قال: قال رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: " إذا مرر العبد أو سافر كتب اله له من الأجر مثلما كان يعمل صحيحا مقيما ".

ويدل على التفسير الذي ذكرناه وجعلناه ثالثا للتفسيرين ما أخرجه الحاكم (٨) وصححه، والبيهقي في الشعب (٩) عن ابن عباس قال: " من قرأ القران لم يرد إلى أرذل العمر، وذلك قوله: {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} قال: " لا يكون حتى لا يعلم من بعد علم شيئا ".


(١) عزاه إلي السيوطي في " الدر المنثور " (٨/ ٥٥٦).
(٢) عزاه إلي السيوطي في " الدر المنثور " (٨/ ٥٥٦).
(٣) في "جامع البيان" (١١٥ ج ٣/ ٢٤٦).
(٤) عزاه إليه السيوطي في " الدر المنثور " (٨/ ٥٥٦).
(٥) عزاه إليه السيوطي في " الدر المنثور " (٨/ ٥٥٦).
(٦) في المسند (٤/ ٤١٠).
(٧) في صحيحة رقم (٢٩٩٦)
(٨) قي المستدرك (٢/ ٥٢٨ - ٥٢٩) وصححه ووافقه الذهبي
(٩) في الشعب رقم (٢٠٧٦).