للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- وأما شأن المتقدمين على هذه الدعوة النجدية، فكما قال تعالى: {تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون} (١).

ولم نكلف معرفة اعتقادهم، فما وجدنا في كلامهم من الشرك فهو شرك، قال به من قال به، ولا نقول في قائله إنه مشرك، بل نحسن به الظن ٠٠٠. (٢) أو رجع عنه، ولا نرجع إلى التعسف والتأويل، والنظر إلى من قال ليس من الشرك الأكبر، بل هو من الأكبر كما أقام السائل الدليل عليه في ٠٠٠٠. (٣) الأول. وقال في الإقناع: اتفق العلماء على أن من جعل بينه وبين الله وسائط (٤) يدعوهم، ويتوكل عليهم، فقد كفر إجماعا، لأن هذا هو كفر عابدي الأصنام القائلين: {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} قال تعالى عنهم: {والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون} (٥)، ثم شهد عليهم بالكذب والكفر فقال: {إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار} (٦).


(١) [البقرة: ١٣٤].
(٢) كلمات سبع لم نستطع قراءتها فهي مطموسة.
(٣) كلمات سبع لم نستطع قراءتها فهي مطموسة.
(٤) قال تعالى: {ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون}، [آل عمران:٨٠].
قال ابن تيمية تعليقا على هذه الآية: " فبين سبحانه أن اتخاذ الملائكة والنبيين أربابا كفر، فمن جعل الملائكة والأنبياء وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم ويسألهم جلب المنافع ودفع المضار مثل أن يسألهم غفران الذنوب وهداية القلوب وسد الفاقات فهو كافر بإجماع المسلمين ".
انظر: مجموع فتاوى (١/ ١٢٤) و (١/ ١٧٥ - ١٧٩).
(٥) [الزمر:٣].
(٦) [الزمر:٣].