للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{أمثالكم} (١)، وقال تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ} (٢)، فكيف إذا صرح القرآن الكريم بأن الدعاء عبادة تصريحا لا يبقى عنده ريب لمرتاب، قال الله سبحانه: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي} -الآية- (٣)، فقد طلب الله سبحانه من عباده في هذه الآية أن يدعوه، وجعل جزاء الدعاء له منهم الإجابة منه فقال: {أستجب لكم} ولهذا جزمه لكونه جوابا للأمر، ثم توعدهم على الاستكبار عن هذه العبادة -أعني الدعاء-. بما صرح به في آخر الآية، وجعل العبادة مكان الدعاء تفسيرا له وإيضاحا لمعناه وبيانا لعباده بأن هذا الأمر الذي طلبه منهم وأرشدهم إليه هو نوع من عبادته التي خص بها نفسه وخلق لها عباده كما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} (٤).

ومع هذا كله قد جاءت السنة المطهرة بما يدل أبلغ دلالة على أن الدعاء من أكمل أنواع العبادة فأخرج أحمد (٥) وأبو داود (٦) والترمذي (٧) وصححه النسائي (٨) وابن ماجه (٩) وابن أبي شيبة (١٠)


(١) [الأعراف: ١٩٤].
(٢) [سبأ: ٢٢].
(٣) [غافر: ٦٠].
(٤) [الذاريات: ٥٦].
(٥) في المسند (٤/ ٢٧١).
(٦) في السنن رقم (١٤٧٩).
(٧) في السنن رقم (٢٩٦٩) و (٣٢٤٧ و٣٣٧٢) وقال: حسن صحيح.
(٨) في تفسيره رقم (٤٨٤).
(٩) في السنن رقم (٣٨٢٨).
(١٠) في "المصنف" (١٠/ ٢٠٠).