للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بين من أسند إليه. ثم في ضمير الجماعة معنى يشير إلى استحقاقه سبحانه إخلاص التوحيد على الوجه الذي قدمناه في الفعلين السابقين، ثم في كون هذه الهداية هي هداية الصراط (١) المستقيم- التي هي الهداية بالحقيقة ولا اعتبار بهداية إلى صراط لا استقامة (٢) فيه- معنى ثالث يشير إلى ذلك المدلول.

الثامن والعشرون: قوله: {صراط الذين أنعمت عليهم} فإن من يهدي إلى هذا الصراط الذي هو صراط [١٦] من أنعم الله عليهم يستحق أن لا يشتغل بغيره ولا ينظر إلى سواه، لأن الإيصال إلى طرائق النعم هو المقصود من المشي، والمراد بحركات السائرين وذلك كناية عن الوصول إلى النعم أنفسها؛ إذ لا اعتبار إلى طرائقها من دون وصول إليها فكان وقوع الهداية على الصراط المستقيم نعمة بمجردها؛ لأن الاستقامة إذا تصورت عند تصور الاعوجاج كان فيها راحة بهذا الاعتبار، فكيف إذا كان ذلك كناية عن طريق الحق؟ فكيف إذا كان حقا موصلا إلى الفوز بنعم الله سبحانه!

التاسع والعشرون: قوله: {غير المغضوب عليهم} (٣) ووجه ذلك أن الوصول إلى النعم قد يكون منغصا مكدرا بشيء من غضب المنعم سبحانه، فإذا صفا ذلك عن هذا الكدر وانضم إلى الظفر بالنعمة الظفر بما هو أحسن منها موقعا عند العارفين، وأعظم قدرا في صدور المتقين، وهو رضا رب العالمين كان في ذلك البهجة والسرور ما لا يمكن


(١) قال ابن القيم في مدارج السالكين (١/ ٣٣): لا تكون الطريق صراطا حتى تتضمن خمسة أمور: الاستقامة، والإيصال إلى المقصود، والقرب وسعته للمارين عليه وتعينه طريقا للمقصود. ولا يخفى تضمن الصراط المستقيم لهده الأمور الخمسة.
وذكر " الصراط المستقيم " مفردا معرفا تعريفين باللام، وتعريفا بالإضافة وذلك يفيد تعينه واختصاصه. وأنه صراط واحد وأما طرق أهل الغضب والضلال فإنه سبحانه يجمعها ويفردها كقوله: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله}.
وانظر الكشاف (١/ ١٢١).
(٢) قال ابن القيم في مدارج السالكين (١/ ٣٣): لا تكون الطريق صراطا حتى تتضمن خمسة أمور: الاستقامة، والإيصال إلى المقصود، والقرب وسعته للمارين عليه وتعينه طريقا للمقصود. ولا يخفى تضمن الصراط المستقيم لهده الأمور الخمسة.
وذكر " الصراط المستقيم " مفردا معرفا تعريفين باللام، وتعريفا بالإضافة وذلك يفيد تعينه واختصاصه. وأنه صراط واحد وأما طرق أهل الغضب والضلال فإنه سبحانه يجمعها ويفردها كقوله: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله}.
وانظر الكشاف (١/ ١٢١).
(٣) انظر روح المعاني للألوسي (١/ ٩٥ - ٩٦)، الكشاف (١/ ١٢٢) بدائع التفسير (١/ ٢٢٧ - ٢٣٢).