(٢) انظر: «فتح الباري» (٩/ ٣٦١) و (٩/ ٤٥٦). (٣) انظر: «فتح الباري» (٨/ ٥١٩). (٤) انظر: «فتح الباري» (٥/ ١٤٦). (٥) إن النصوص في الكتاب الكريم والسنة المطهرة، دلت دلالة قاطعة على وجوب اتباع السنة اتباعًا مطلقًا في كل ما ورد عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأن من لم يرض بالتحاكم إليها والخضوع لها فليس مؤمنًا، وأنها تدل بعموماتها وإطلاقًا على امرين هامين: أنها تعم كل من بلغته الدعوة إلى يوم القيامة، وذلك صريح في قوله تعالى {وأوحى إلى هذا القرءان لأنذركم به ومن بلغ} [الأنعام: ١٩]. أي أوحى الله إلى هذا القرآن الذي تلوته عليكم لأجل أن أنذركم به وأنذر به من بلغ إليه: أي كل من بلغ إليه من موجود ومعدوم سيوجد في الأزمنة المستقبلة، وفي هذه الآية من الدلالة على شمول أحكام القرآن لمن سيوجد كشمولها لمن قد كان موجودًا وقت النزول. انظر: «فتح القدير» (٢/ ١٠٥). وقال تعالى: {وما ارسلنك 'لا كافة للناس بشيرًا ونذيرًا} [سبأ: ٢٨]. أي أن الله تعالى أرسله إلى جميع الخلائق من المكلفين، كقوله تعالى: {قل بأيها الناس إني رسول الله إلأيكم جميعًا} [الأعراف: ١٥٨]. وأخرج مسلم في «صحيحه» رقم (١٥٤) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به غلا كان من أصحاب النار». وانظر «زاد المسير» (٦/ ٤٥٦). وقال ابن حزم في «الإحكام في أصول الأحكام» (١/ ٦٩ - ٩٩): إن الله جعل محمدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خاتم أنبيائه ورسله وجعل شريعته الشريعة الخاتمة وكلف الناس بالإيمان به، واتباع شريعته إلى يوم القيامة ونسخ كل شريعة تخالفها، فمما تقضيه إقامة حجة الله على خلقه، أن يبقى دينه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويحفظ شرعه، إذ من المحال أن يكلف الله عباده بأن يتبعوا معرضة للزوال أو الضياع، ومعلوم أن المرجعين الأساسيين للشريعة الإسلامية هما القرآن والسنة.