للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(البحث الخامس): أنه قد ثبت عنه- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- بعث أصحابه- رضي الله عنهم- إلى الأقطار لتعليم الشرائع (١)، وقبض الزكوات (٢). وذلك ظاهر مكشوف، لا يخالف فيه من يعرف الشريعة، بل بعث رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- من اصحابه من بعثه للإصلاح بين المسلمين. كما ثبت عنه أنه بعث عليًا رضي الله عنه في قصة خالد مه بني جذيمة (٣)، وفي قصته مع مالك بن نويرة (٤). بل خرج- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- بنفسه الشريفة للإصلاح بين بني عمرو بن عوف (٥)، بل بعث خادمة أنيسًا (٦) رضي الله عنه في أمر عظيم فقال: واغد يا أنيس على امرأة


(١) انظر: «السيرة النبوية» (٢/ ٨٣ - ٨٦) العقبة الأولى ومصعب بن عمير.
قال ابن إسحاق: فلما انصرف عنه القوم بعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معهم مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي، وأمره أن يقرئهم القرآن، ويعلمهم الإسلام، ويفقههم في الدين ..
(٢) أخرجه البخاري في «صحيحه» رقم (١٤٥٨)، ومسلم رقم (٢٩/ ١٩) عن ابن عباس أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما بعث معاذًا إلى اليمن قال له: إنك تقدم على اقوام أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله، فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم، فإذا فعلوا فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم الزكاة في اموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد في فقرائهم، فإذا اطاعوك فخذ منهم وتروق كرائمم أموال الناس.
وانظر: «القصة كاملة في السير النبوية» (٤/ ١٠٠ - ١٠٤).
(٣) أخرجه البخاري في «صحيحه» رقم (٤٣٣٩، ٧١٨٩) وقد تقدم.
(٤) مالك بن نويرة التميمي كان شاعرًا فارسًا معدودًا في فرسان بني يربوع في الجاهلة. أسلم هو وأخروه متمم بن نويرة الشاعر كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد استعمله على صدقات قومه.
انظر: «الإصابة» (٥/ ٥٦٠) رقم (٧٧١١)، «تهذيب الكمال» (٣/ ١٣٠١)، «الكاشف» (٣/ ١١٧).
(٥) انظر التعليقة الآتية.
(٦) في هامش المخطوط: هذا المرسل هو أنيس بن الضحاك الأسلمي رجل من أسلم، كما جاء كما جاء مصرحًا بذلك في بعض الروايات الصحيحة وليس انس بن مالك خادم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولكنه لم يكن بعثه ولا غيره بأجرة فما الدليل وإلا فلتكن ... الموضوع للمصالح العامة.
وانظر «الإصابة» رقم (٢٩٠) و «الاستيعاب» رقم (٩٥).