للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبيد الله وهو مجهول فأي حجة في رواية ضعيف عن هالك عن مجهول؟.

واستدلوا بما وقع في حديث ركانة (١) أنه طلق امرأته البتة فقال: ما أردت إلا واحدة فاستحلفه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وردها إليه. رواه الشافعي وأبو داود والترمذي وصححه ابن حبان والحاكم. ويجاب عنه بأن عامة ما فيه أنه يقبل قول الزوج في تفسير ألبتة مع يمينه وعلى كل حال فالحديث في إسناده اضطراب كما قال البخاري (٢) وفيه أيضًا الزبير بن سعيد الهاشمي (٣) وقد ضعفه غير واحد، وقيل: إنه متروك. وقد روى أحدهم أنه طلقها ثلاثا فجزي عليها، وروى ابن إسحاق أنه قال: يا رسول الله إني طلقتها ثلاثا فقال: قد علمت (٤) أرجعها ثم تلا: {إذا طلقتم النساء ... الآية} (٥) أخرجه أبو داود [٥٠] وأحمد والحاكم من حديث ابن عباس فكيف تقوم الحجة بمحتمل مضطرب متناقض في إسناده متروك؟ وهذا غاية ما جاءوا به من الأدلة التي تحتاج إلى دفع وبيان، وأما سائر ما استدلوا به فبطلان دلالته على المطلوب غنية عن البيان غير محتاجة إلى إيضاح.

واعلم أنه قد ذهب إلى القول بأن الثلاث الواقعة دفعة واحدة فقط ولا يقع منها فوق الواحدة جماعة من الصحابة منهم علي وابن مسعود وعبد الرحمن بن عوف والزبير كما


(١) تقدم تخريجه في الرسالة السابقة رقم (١) وهو حديث ضعيف.
(٢) انظر: فتح الباري (٩/ ٣٦٢ - ٣٦٧).
(٣) هو الزبير بن سعيد بن سليمان بن سعيد بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم، الهاشمي، أبو القاسم، ويقال: أبو هاشم، المديني: نزل المدائن.
قال ابن المديني: ضعيف. وقال العجلي: روى حديثا منكرا في الطلاق.
انظر: تهذيب التهذيب (١/ ٦٢٤).
(٤) تقدم تخريجه في الرسالة السابقة رقم (١) وهو حديث حسن.
(٥) [الطلاق: ١].