للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسكت الترمذي عن هذا الحديث فلم يحكم بشيء، وليس من باب الصحيح ولا ينبغي أن يكون من باب حسن. ثم ذكر الكلام على ضعفه، وأطال في ذلك (١).

وهكذا حديث عبد الحمن بن القاسم عن أبيه، عن زينب بنت جحش انها قالت للنبي- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: «أنها مستحاضة، فقال: «تجلس أيام إقرائها ثم تغتسل، وتؤخر الظهر وتعجل العصر وتغتسل [٣ أ] وتصلي، وتؤخر المغرب وتعجل العشاء، وتغتسل وتصيبهما معًا. وتغتسل للفجر» أخرجه النسائي (٢) ورجال إسناده


(١) انظر شرح الحديث رقم () «نيل الأوطار» بتحقيقنا.
(٢) في «السنن» (١/ ١٨٤ - ١٨٥ رقم٦٣) ورواته كلهم ثقات.
قال الشيخ محمد بن على الإتيوبي في «شرح سنن النسائي» المسمى: «ذخيرة العقي في شرح المجتبي» (٥/ ٣٩٨ - ٣٩٩).
هذا الحديث بهذا السند من أفراد المصنف، أخرجه في هذا الباب فقط، وفيه لنقطاع فإن القاسم لم يسمع من زينب قال حافظ في «تهذيب التهذيب» (١٢/ ٤٤٩ - ٤٥٠) أرسل عنهما القاسم بن محمد.
ويؤيده ما سنن أبي داود قال: بعد حديث عائشة (٢٩٢): «أن أم حبيبة بنت جحش استحيضت زينب» حديث فريضه: قال أبو داود في «السنن» (١/ ٢٠٤ - ٢٠٥) ولم أسمعه منه، عن سليمان بن كثير، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة: استحيضت زينب بنت جحش، فقال لها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إغتسلي لكل صلاة» وساق الحديث.
قال أبو داود: ورواه عبد الصمد- يعني بن عبد الوارث- عن سليمان بن كثير، قال: «توضئي لكل صلاة» وهذا وهم من عبد الصمد، والقول قول أبي الولي.
لكن قال البيهقي في «السنن الكبرى» ١/ ٣٥٠): رواية أبي الوليد غير محفوظة فقد رواه مسلم بن إبراهيم، عن سليمان بن كثير. كما رواه سائر الناس عن الزهري، ثم أخرج بسنده عن مسلم، عن سليمان بن كثير، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: «استحيضت أخت زينب بنت جحش سبع سنين ... الحديث».
وصحيح الحديث المحدث الآلي في «صحيح أبي داود» رقم (٢٩٢) وقال: «الصواب أم حبيبة بنت جحش».
قال الجامع- محمد الإتيوبي الولوي-: فتبين بهذا أن المستحاضةهي أخت زينب لا زينب فتبصر وشرح الحديث واضح مما سبق» ١هـ.