للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وغاص في ظلام العقل، بسبحه في الجهل والشبهات.

وإذا قيل له: أين الله؟ أجاب بأنه لا يقال: أين الله؟ الله لم يكن له مكان كما هو جواب فريقي المضلين.

فهل هذا جواب الجهميين (١) .... والمريسيين (٢) أفيدونا بجواب رجاء الثواب {يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها} (٣).


(١) الجهمية: نسبة إلى جهم بن صفوان الضال المبتدع، تلميذ الجعد بن درهم أول من صدر عنه القول بخلق القرآن.
وهو الذي قال بالإجبار والاضطرار إلى الأعمال، وأنكر الاستطاعات كلها، وزعم أن الجنة والنار تبيدان وتفنيان، وزعم أيضًا أن الإيمان هو المعرفة بالله فقط، وأن الكفر هو الجهل به فقط وقال: لا فعل ولا عمل لأحد غير الله تعالى، وإنما تنسب الأعمال إلى المحلوقين على المجاز. انظر: الفرق بين الفرق (ص٢١١).
(٢) المريسيون: نسبة إلى بشر المريسي، وهو رأس من رءوس القائلين بخلق القرآن.
وقال الذهبي في الميزان (١/ ٣٢٢): عن بشر هذا: مبتدع ضال، لا ينبغي أن يروى عنه، ولا كرامة ... ولم يدرك الجهم بن صفوان، إنما أخذ مقالته، واحتج لها، ودعا إليها وقال أبو النضر هاشم بن القاسم: كان والد بشر المريسي يهوديا قصابا صباغا في سويقة نصر بن مالك ... وقال قتيبة بن سعيد: بشر المريسي كافر. اهـ.
(٣) [النحل: ١١١]