كتاب الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني

الفقه وأصوله - بحث في الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم - ج: 6 - ص: 2689

وأخرجه (١) وعنه أيضًا من طريق أخرى، وفيها أحمد بن رشد بن خثيم عن عمه سعيد بن خثيم، وهما ضعيفان، ومما أستدلوا به ما أخرجه النسائي (٢) من حديث أبي هريرة بلفظ (٣أ): قال نعيم المجمر: صليت وراء أبي هريرة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، ثم قرأ بأم القرآن، وفيه: إذا سلم والذي نفسي بيده، لأشبهكم صلاة برسول الله _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_

وقد صحح هذا الحديث ابن خزيمه (٣) وابن حبان (٤) والحاكم (٥)، وقال على شرط البخاري ومسلم. وقال البيهقي (٦): صحيح الإسناد، وله شواهد (٧)

وقال الخطيب (٨): صحيح ثابت لا يتوجه إليه تعليل. ومما استدلوا به حديث أبي

---

(١) الدارقطني في "السنن" (١ - ٣٠٥).
قال الدارقطني في "السنن" (١) بعد سرد احاديث هؤلاء وغيرهم ما لفظه: "وروي الجهر بسم الله الرحمن الرحيم عن النبي _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ من أصحابه وأزواجه غير من سمينا، كتبنا أحاديثهم بذلك في كتاب الجهر بها مفردا واقتصرنا على ما ذكرنا هنا طلبا للاختصار والتخفيف.
(٢) في "السنن" (٢) عن نعيم المخمر، قال: صليت وراء أبي هريرة رضي الله عنه فقرأ: " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" ثم قرأ بأم القرآن. حتى إذا بلغ: (وَلَا الضَّالِّينَ) قال "آمين"ويقول كلما سجد، وإذا قام من الجلوس: الله أكبر، ثم يقول إذا سلم: والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_. وإسناده ضعيف
(٣) في صحيحه رقم (٤٩٩).
(٤) فيصحيحه (١٨٠٢).
(٥) في "المستدرك" (١) وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه ووافقه الذهبي
(٦) في " السنن الكبرى " (٢٤٦) وهو حديث ضعيف
(٧) قال البيهقي في "السنن" (٢) وقال الأشبيلي في"مختصر الخلافيات" (٢) رواة هذا الحديث كلهم ثقات مجمع على عدالتهم محتج بهم في الصحيح.
(٨) في أول كتابه الذي وضعه في الجهر بالبسمله في الصلاة فرواه من وجوه متعددة مرضية ثم قال: هذا قاله النووي في "المجموع" (٣).