للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العلامة الإمام- نصر الله به شريعة سيد الأنام-.

بيان ما في مسألة التوسل بالأنبياء والأولياء، والدعاء عند القبور واستيفاء الكلام في ذلك، مما يجوز به المسئول أعظم الأجور.

ولقد وقفت حال همي بتحرير السؤال في ترجمة السبكي الكبير- رحمه الله- في طبقات ولده-رحمه الله- على أمر غريب من مثل السبكي. قال التاج في الطبقات (١) في ترجمة والده (٢) بعد أن ذكر من علومه وصلاحه، وأثنى عليه.

ومنها ما حكاه الأخ الشيخ العلامة الإمام بهاء الدين أبو حامد، ونقلته من خطه قال: عدت من الحجاز في سنة ٧٥٦ هـ ووجدته ضعيفا، فاستشارني في نزوله لولده قاضي القضاة تاج الدين عن قضاء الشام، ووجدته كالجازم بأن ذلك سيقع، وقال لي: سبب هذا أني قبل أن أمرض بأيام [٦]- أغلب ظني أنه قال: خمسة أيام- رحت إلى قبر الشيخ حماد خارج باب صغير، وجلست عند قبره منفردا ليس عندي أحد، وقلت له: يا سيدي الشيخ، لي ثلاثة أولاد: أحدهم قد راح إلى الله، والآخر في الحجاز، ولا أدري حاله، والثالث هذا، وأشتهي أن موضعي يكون له، قال: فلما كان بعد أيام- أغلب ظني أنه قال: يومين أو ثلاثة- جاءني الخالدي يسير إلى شخص كان فقيرا صالحا يصحب الفقراء فقال لي: فلان يسلم عليك ويقول لك: تقاطع عليه الزورة، تروح للشيخ حماد تطلب حاجتك منه ولا تقول له. قال: فقلت له على سبيل البسط: سلم عليه وقل له: ألست تعلم أني فقيه بائس، وأن كل أحد رآني ذاهبا إلى قبر الشيخ حماد، ولكن الشيطان يقوله له: إيش حاجته؟ قال: فتوجه الخالدي إليه ثم عاد وقال: يقول لك: لا تكن تعترض على الفقراء، الشيخ حماد يقول لك: انقضت حاجتك التي هي كيت وكيت. قال: فقلت


(١) طبقات الشافعية الكبرى (١٠/ ٢١٦).
(٢) وهو علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام .... بن سوار بن سليم السبكي. شيخ إمام فقيه محدث أصولي نحوي متكلم.
انظر ترجمته "طبقات الشافعية" (١٠/ ١٣٩ - ٣٢٨).