للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإذا تقرّر هذا فقولُه ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ـ: "فَدَيْنُ اللهِ أحقُّ بالوفاء"، وفي رواية: "فدين الله أحقُّ بالقضاء" يدلُّ على أن كل دَيْنٍ لله تثبتُ مشروعيةُ قضائه فهو أحقُّ بأن يُقْضَى (١)، وأقدمُ من حقوق الآدميينَ، لأنَّ ذلك مدلول أفعل التفضيل، والمفضَّلُ عليه مقدَّرٌ، وتقديره: فَدَيْنُ الله أحقُّ بأن يُقْضَى من كل دَيْن، لما تقرَّر في علم المعاني أن حذف المتعلّق (٢) مشعِرٌ بالتعميم في المقامات الخطابية [١ب].

وعلى فرض أنه قد تقدَّم ما يخصُّه ببعض الدُّيون لقوله: "أرأيتَ لو كان على أبيك


(١) قال الحافظ في "الفتح" (٤/ ٦٦) "أكنت قاضيته" كذا للأكثر بضمير يعود على الدّين وللكشميهني قاضية يوزن فاعله على حذف المفعول. وفيه أن من مات وعليه حج وجب على وليه أن يجهز من يحج عنه من رأس ماله كما أن عليه قضاء ديونه.
فقد أجمعوا على أنّ دين الآدمي من رأس المال فكذلك ما شبه به في القضاء.
ويلتحق بالحج كل حق ثبت في ذمته من كفارة أو نذر أوزكاة أو غير ذلك وفي قوله: "فالله أحق بالوفاء" دليل على أنَّه مقدم على دين الآدمي. وهو أحد أقوال الشافعي، وقيل بالعكس. وقيل هما سواء.
قال الطيبي: في الحديث إشعار بأن المسؤول عنه خلف مالاً فأخبره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن حق الله مقدم على حق العباد وأوجب عليه الحج عنه والجامع علة المالية. قلت ـ أي البخاري ـ ولم يتمتم في الجواب المذكور أن يكون خلف مالاً كما زعم لأن قوله: "أكنت قاضيته" أعم من أن يكون المراد مما خلفه أو تبرعًا.
(٢) قال الحافظ في "الفتح" (٤/ ٦٦) "أكنت قاضيته" كذا للأكثر بضمير يعود على الدّين وللكشميهني قاضية يوزن فاعله على حذف المفعول. وفيه أن من مات وعليه حج وجب على وليه أن يجهز من يحج عنه من رأس ماله كما أن عليه قضاء ديونه.
فقد أجمعوا على أنّ دين الآدمي من رأس المال فكذلك ما شبه به في القضاء.
ويلتحق بالحج كل حق ثبت في ذمته من كفارة أو نذر أوزكاة أو غير ذلك وفي قوله: "فالله أحق بالوفاء" دليل على أنَّه مقدم على دين الآدمي. وهو أحد أقوال الشافعي، وقيل بالعكس. وقيل هما سواء.
قال الطيبي: في الحديث إشعار بأن المسؤول عنه خلف مالاً فأخبره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن حق الله مقدم على حق العباد وأوجب عليه الحج عنه والجامع علة المالية. قلت ـ أي البخاري ـ ولم يتمتم في الجواب المذكور أن يكون خلف مالاً كما زعم لأن قوله: "أكنت قاضيته" أعم من أن يكون المراد مما خلفه أوتبرعًا.