للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غيره إلا بقياس قد اعترفتم ببطلانه.

قوله: فاللام فيها حرف تعريف اتفاقًا ... إلخ.

أقول: المطلوب بيان هذا الاتفاق بنقل صحيح صريح، فإن ما كان مشتقًا إذا لم يقصد به الحدوث جاز اعتبار أصله، وهو الصفة، وجاز اعتبار ما هو عليه عند عدم القصد، ولا أظن أحدًا من علماء هذا الشأن ينكر هذا، بل قد صرحوا بجواز اعتبار المعنى الوصفي في الصفات التي قد صارت أعلامًا، فكيف بالصفات التي لم تصر أعلامًا بل استعملت استعمال غير المشتقات. قال المحقق الرضي في شرح الكافية (١) ما لفظه: والدليل على إمكان لمح الوصفية مع العلمية قولهم: " إنما سميت هانئًا لتهنأ " (٢) وقول حسان (٣):

وشق له من اسمه ليجله ... فذو العرش محمود وهذا محمد (٤)

ثم تكلم بكلام (٥) طويل قبل هذا أو بعده فليراجع، بل قد أجاز جماعة من النحاة أن يكون الاسم الجامد المعرف باللام موصولا، قال الرضي في شرح الكافية (٦) أيضًا ما لفظه: وقد ذهب أهل الكوفة إلى أنه يجوز أن يكون الاسم الجامد المعرف باللام موصولا


(١) (١/ ١٢٩).
(٢) وهو مثل يضرب في الحث على العطاء.
" جمهرة الأمثال " (١/ ٥١٣)، " لسان العرب " (١/ ١٨٦).
(٣) وهو حسان بن ثابت.
انظر: ديوانه (ص٣٣٨).
(٤) والشاهد فيه: أنه يمكن ملاحظة الوصف مع العلمية، أي يمكن أن نلمح بعد العلمية الوصف الذي كان في الاسم قبل جعله علمًا، فـ (محمد) وضع علمًا لنبينا - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مع ملاحظة معناه في اللغة وهو كثرة خصاله الحميدة.
(٥) أي " الرضي " في " الكافية " (١/ ١٢٨ - ١٢٩).
(٦) (٣/ ٩٧ - ٩٨).