للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الروس (١)، فذكروا أنه استحل حرمتهم، وهجم عليهم، ولم يراع حق الله فيهم، ولا حق جدهم، وأرسل عليهم رسله، وأعمل فيهم فكره وحيله.

وكانت هذه البلاد التي وصل هؤلاء المتظلمون منها قد جعل أمرها منوطًا بعالم كبير، ومحقق نحرير، هو سيدي العلامة شرف الدين بن إسماعيل بن محمد بن إسحاق (٢)، - لا برح ملحوظًا بألطاف المهيمن الخلاق -، فأرسلت هؤلاء المظلومين إليه، لكونه مرجع أمر ذلك العريف الظالم إليه، وقلت: قد برئت الذمة بإعطاء القوس (٣) باريها، وتنبيهه لهذه الملمة، فوصل إليه الرسول بأولئك المظلومين من أولاد الرسول، فكتب إلي كتابًا لا يناسب علمه الجم، ولا عرفانه العم، فأجبت تنبيهه على بعض ما في كتابه إلي من المخالفة لقانون الشريعة، المعلوم بالضرورة عند جميع المتشرعين.

فقال بعد أن ذكر في كتابه أن ذلك العريف كتب إليه هؤلاء المتظلمين جنوا على


(١) بلاد الروس: ناحية إدارية واسم قبيلة، اشتهرت بهذا الاسم لأن جبالها تعتبر رؤوسًا لجبال خولان ويحدها شمالاً سنحان وجنوبًا جهران من آنس وشرقًا خولان وغربًا بني مطر والبستان ومياه بلاد الروس تسيل من وادي سهام وتقضي إلى تهامة ثم البحر الأحمر.
انظر: " مجموع بلدان اليمن وقبائلها " (٢/ ٣٧٢)، " معجم البلدان والقبائل اليمنية " (ص٢٧٦).
(٢) وهو شرف الدين بن إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن المهدي أحمد بن الحسن بن القاسم بن محمد. ولد سنة ١١٤٠هـ. وهو أحد علماء العصر وفضلائه. توفي سنة ١٢٢٣هـ.
انظر: " البدر الطالع " رقم (١٩٤)، " نيل الوطر " (٢/ ١١).
(٣) أعط القوس باريها: أي استعن على عملك بأهل المعرفة والحذق فيه، وينشد:
يا باري القوس بريًا لست تحسنها ... لا تفسدنها وأعط القوس باريها
" مجمع الأمثال " للميداني (٢/ ٣٤٥).