للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذه بعض حجج القائلين بالوقف عند متشابهات القرآن والسنة. ولهم حجج كثيرة لا تفي بسطها إلا كراريس، وفي هذا المقدار كفاية لمن له هداية.

القول الثاني: قول من قرر الظواهر واعتقدها، ولم يتأول ولا يتوقف، وهم طائفتان:

إحداها: لم تعرف علم الكلام، والخوض في العقليات على ما ينبغي كجماعة من المحدثين فقالوا: التجوز لا يحسن إلا مع معرفة المخاطبين للقرائن الدالة على التجوز.

وإلا خرج إلى جنس التعمية والإضلال. قالوا: والعرب كانوا لا يعرفون الأدلة الموجبة لتأويل هذه الأحاديث والآيات. وقد رد ذلك [عليهم] (١) المتكلمون بأنها معارف عقلية لا تحتاج إلى تعليم من النبي- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ومن ترك النظر فيها فتقصيره هو الجاني عليه، [وأنتم] (٢) الجانون على أنفسكم هجر علم المعقول، ولو عرفتموه لم تذهبوا إلى هذا المذهب المستلزم لما لا يجوز على الله. والشارع إنما يجب عليه تعليم الشرعيات فقط.

والطائفة الثانية منهم خاضوا في العقليات، ولكنهم يذهبون إلى القدح في كثير منها كدليل الأكوان، وقد جود الرازي (٣) الرد عليهم في كتبه (٤).

القول الثالث: قول الشيعة كافة، والمعتزلة، ومعظم الأشعرية الجبرية والاختيارية إن ما ورد من المتشابهات في الصفات يؤول على ما يلائم الأدلة القاطعة [٢ أ] والآيات المحكمة، ولهم على ذلك أدلة طويلة مبسوطة في مواطنها (٥) لا يليق سردها


(١) زيادة من [أ].
(٢) في [ب] (فأنتم).
(٣) تقدمت ترجمته (ص ٢٦٨).
(٤) انظر "شرح أسماء الله الحسنى" للرازي (ص ٣٧ - ٥٠).
(٥) انظر "المعتزلة" (ص ٨٤ - ٨٦)، "المنقذ من الضلال" للغزالي (ص ١٠٧). و"الأسماء والصفات" لابن تيمية (٢/ ٤٩٣ - ٥٠٢).