للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشرف الذي ما صادف غير مجزه، فأي عزة لمسلم يعمد إلى جيوش اليهود، ويحمل أزبالهم! وأي فضيلة لإخوانه المسلمين المقرين له على ذلك العمل! الذي عورت به عين عزة الدين، وجدع به مازن شرفه، وقرت به عين ضلال اليهود! وقال لسان حال عداوتهم: انظروا أينا صاحب الصغار يا أولي الأبصار. وهكذا فلتكن غيرة الإسلام وحمية أهله التي لا تضام.

الدليل السادس: أخرج الطبراني في الصغير (١) من حديث عمر، والدارقطني (٢) من حديث عابد المزني مرفوعًا: "الإسلام يعلو ولا يعلى عليه" وكل عاقل يعلم أن ملابسة المسلمين لهذه المهنة الخبيثة التي لا أوضع، ولا أفظع، ولا أشنع منها دينًا وعقلًا وعرفًا، مع امتناع اليهود منها تعذرًا واستخباثًا منافية للعلو الذي أخبر به الصادق المصدوق، وموجبة لعكس القضية، وكثير من الأخبار النبوية مراد به الإنشاء كحديث: "لا تغزى مكة بعد اليوم، لا يقتل قرشي بعد اليوم" (٣) برفع لام يقتل " [والأمانة] (٤) في الأزد، القضاء في الأنصار، الأذان في الحبشة، الخلافة في .................................


(١) (٢/ ١٥٣ رقم ٩٤٨ الروض الداني).
قال الحافظ في (التلخيص) (٤/ ٢٣١ رقم ٢٣١٥) ورواه الطبراني في "الصغير" من حديث عمر مطولًا في قصة الأعراب والضب، وإسناده ضعيف جدًّا.
(٢) في "السنن" (٣/ ٢٥٢)، بسند حسن.
قلت: وأخرجه البخاري في صحيحه معلقًا (٣/ ٢١٨ - كتاب الجنائز باب رقم (٧٩) إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه؟
قال الحافظ في "الفتح" (٣/ ٢٢٠): لم يعين البخاري القائل وكنت أظن أنه معطوف على قول ابن عباس فيكون من كلامه، ثم لم أجده من كلامه بعد التتبع الكثير ... ثم وجدته من قول ابن عباس كما كنت أظنه: ذكره ابن حزم في "المحلى" ...
(٣) أخرجه أحمد في "المسند" (٣/ ٤١٢) والطحاوي في "مشكل الآثار" رقم (١٥٠٨) والطبراني في "المعجم الكبير" (جـ ٢٠ رقم ٦٩١) من حديث مطيع. وهو حديث حسن.
(٤) في المخطوط (القضاء) والصواب ما أثبتناه من مصدر الحديث.