للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رزقه، وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه " وفي لفظ (١): "من أحب أن يمد الله في عمره وأجله ويبسط في رزقه فليتق الله وليصل رحمه" وفي لفظ (٢): "صلة الرحم، وحسن الخلق، وحسن الجوار يعمران الديار، ويزيدان في الأعمار".

ومن أعظم الأدلة ما ورد في الكتاب العزيز من الأمر للعباد بالدعاء كقوله - عز وجل - {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (٣) وقوله: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} (٤) وقوله: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} (٥).

وقوله: {وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ} (٦). والأحاديث المشتملة على الأمر بالدعاء متواترة وفيها: "إن الدعاء يدفع البلاء، ويرد القضاء " وفيها: "أن الدعاء مخ العبادة " (٧)، وفيها الاستعاذة من سوء القضاء. كما ثبت عنه - صلى الله عليه وآله


(١) أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائده" (٣/ ٢٦٦). وقال الهيثمي في "المجمع" (٨/ ١٥٣) رواه عبد الله بن أحمد والبزار والطبراني في "الأوسط" ورجال البزار رجال الصحيح. غير عاصم بن حمزة وهو ثقة.
والحاكم في "المستدرك" (٤/ ١٦٠) من حديث علي بن أبي طالب وهو حديث حسن.
(٢) أخرجه أحمد في "المسند " (٦/ ١٥٩). وأورده الهيثمي في "المجمع" (٨/ ١٥٣) بإسناد صحيح وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن عبد الرحمن بن القاسم لم يسمع عن عائشة.
(٣) [غافر:٦٠].
(٤) [النمل: ٦٢].
(٥) [البقرة:١٨٦].
(٦) [النساء:٣٢].
(٧) أخرجه الترمذي في "السنن" رقم (٣٣٧١) من حديث أنس وقال الترمذي هذا حديث غريب من هذا الوجه، لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة. وهو حديث ضعيف بهذا اللفظ.
ولكن أخرجه أبو داود رقم (١٤٧٩) والترمذي رقم (٣٢٤٧) وقال: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي في "السنن الكبرى" رقم (١١٤٦٤) وابن حبان في صحيحه رقم (٨٩٠) والحاكم في "المستدرك" (١/ ٤٩١) وصححه ووافقه الذهبي وابن أبي شيبة في المصنف (١٠/ ٢٠٠) وأحمد (٤/ ٢٦٧) والبغوي في "شرح السنة" رقم (١٣٨٤) والطيالسي رقم (٨٠١) وابن ماجه رقم (٣٨٢٨) والبخاري في "الأدب المفرد" رقم (٧١٤) وأبو نعيم في "الحلية" (٨/ ١٢٠) من حديث النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الدعاء هو العبادة ثم تلا: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي} [غافر:٦٠] " وهو حديث حسن.