للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القيام بما شرعه لهم، والكف عما نهاهم عنه، وليس ذلك إلا لفائدة عائدة عليهم، ونعمة حاصلة لهم، فالمدح منهم لربهم هو من أعظم أسباب خيرهم الآجل والعاجل، ولهذا يقول الله عز وجل: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} (١).

وصح في أدعية الصباح والمساء أن العبد إذا قال في صباح يومه:" اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك، فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر ومن قال ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته".أخرجه أبو داود (٢) والنسائي (٣) وابن حبان وصححه (٤)، من حديث عبد الله بن غنام البياضي وجود النووي (٥) إسناده، وأخرجه أيضًا ابن حبان (٦) من حديث ابن عباس.

وبالجملة فندب الله عز وجل لعباده إلى مدحه، هو مثل ندبه لهم إلى شكره وحمده، والنفع في ذلك كله للعباد، وتعالى وتقدس ربهم عز وجل أن يكون له في ذلك نفع أو في تركه ضر.

وانظر إلى ما اقترنت به محبته عز وجل للمدح من عباده في هذا الحديث، من ذكر الغيرة التي من أجلها حرم الفواحش، والمحبة للعذر التي من أجلها أنزل الكتاب وأرسل الرسل، فإنه لا يقع في ذهن عاقل أن في ذلك شيئا من النفع أو الضر، بل كل ذلك لرعاية الرب الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء لمصالح عباده.

والحاصل أن تسبيحه عز وجل مدح له، وحمده مدح له، وشكره مدح له، وتكبيره


(١) [إبراهيم:٧]
(٢) في "السنن" رقم (٥٠٧٣)
(٣) في "السنن الكبرى" (٦/ ٥ رقم ٩٨٣٥)
(٤) لم يخرجه من حديث عبد الله بن غنام البياضي.
وهو حديث ضعيف.
(٥) في "الأذكار" (ص ٦٦)
(٦) في صحيحه رقم (٨٦١)