للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من النصارى إنه المخلص (١)، وقالوا هو مشتق من (فاروق) (٢) أو من (فارق) قالوا: ومعنى (ليط) (٣) كلمة تزاد كما يقال في العربية: رجل هو، وحجر هو، وعالم هو، وجاهل هو.

وقد تقرر أنه لا نبي بعد المسيح غير نبينا -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وهذه البشارات قد تضمنت أنه سيأتي بعد المسيح نبي يخلص تلك الأمم مما هم فيه، ويوبخهم على الخطية، ويتكلم بما يسمع، ويخبر بكل ما يأتي، ولم يكن هذا لأحد بعد المسيح غير نبينا -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

ومما يدل على أن المراد بالفار قليط هو نبينا -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه وقع الحذف هذا اللفظ من بعض نسخ الإنجيل مع ثبوته في غالبها. وليس ذلك إلا تغييرا وتبديلا من النصارى، لما يعلمونه من أن المراد هذا اللفظ هو التبشير بنبي يأتي بعد المسيح:


(١) انظر: تخجيل من حرف التوراة والإنجيل (٢/ ٧٠٢)
وقيل: إنه (الحماد) وقيل (الحامد) وقيل: (المعز)، وأكثر النصارى على أنه المخلص.
* "إن الطبعات الحديثة للأناجيل لا توجد فيه لفظة (فار قليط) وأبدلت بألفاظ أخرى مثل (المعزي، المحامي، المعين، المخلص، الوكيل، الشافع) علما بأن كلمة (الفار قليط) كانت موجودة في الترجمة العربية للأناجيل المطبوعة في لندن سنة ١٨٢١ م، ١٨٣١ م، ١٨٤٤ م، وقد وقفت على مخطوطة لترجمة التوراة والزبور والإنجيل في إسطنبول بمكتبة عاطف أفندي تحت رقم (٧) وفيها ذكرت لفظة (الفار قليط).
ومعلوم لدينا أن اليهود والنصارى يسعون إلى إخفاء البشارات بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من كتبهم المقدمة لديهم أو تحريف معناها وذلك مما أخبرنا الله عز وجل عنهم فقال تعالى: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وإن فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [البقرة: ١٤٦].
فما معنى كلمة (فار قليط) التي اختلف النصارى في معناها؟ إن (فار قليط) معربة من كلمة (بيركليتوس) اليونانية ( perialytos) التي تعني اسم: أحمد صيغة المبالغة من الحمد" ا هـ.
حاشية. "تخجيل من حرف التوراة والإنجيل" (٢/ ٧٠٣).
(٢) قال ابن القيم في "هداية الحيارى" ص ٥٦: وهو بالسريانية فاروق وقالوا معنى (ليط) في السريانية أيضا.
(٣) قال ابن القيم في "هداية الحيارى" ص ٥٦: وهو بالسريانية فاروق وقالوا معنى (ليط) في السريانية أيضا.