للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مالكه، وكذلك ما كان من حقوق بني آدم من الدماء فلا توبة إلا ببذل النفس للقصاص، أو الأرش فيما لا قصاص فيه، أو الإبراء، وما كان منها في الأعراض فلا بد من التحلل الكائن عن رضا وطيبة نفس، وإذا لم يحصل شيء من ذلك فالموعد القيامة بين يدي الحاكم العدل.

وقد أخرج مسلم (١)! وغيره (٢) من حديث أبي سعيد عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "أن أهل الجنة إذا عبروا الصراط وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض من مظالم كانت بينهم في الدنيا، فإذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة ... ".

وصح (٣) عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "من كانت عنده مظلمة لأخيه في دم أو مال فيتحللها منه قبل أن يأتي يوم ليس فيه درهم ولا دينار إلا الحسنات والسيئات، فإن كان له حسنات أخذ من حسناته بقدر مظلمته، وإلا أخذ من سيئات صاحبه فطرحت عليه ثم طرح في النار".

وأخرج البخاري في كتاب الأدب (٤)، واستشهد به في صحيحه (٥)، وأحمد (٦)، وغيره (٧) من حديث جابر قال: "إذا كان يوم القيامة فإن الله يجمع الخلائق في صعيد واحد يسمعهم الداعي وينفذهم البصر ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه


(١) بل أخرجه البخاري في صحيحه رقم (٢٤٤٠) وطرفه (٦٥٣٥)
(٢) كأحمد في "المسند" (٣/ ١٣، ٥٧، ٦٣، ٧٤).
(٣) أخرج البخاري في صحيحه رقم (٤٤٩) وطرفه (٦٥٣٤) في كتاب "المظالم والغصب" باب رقم (١٠/ ١٠) وفي كتاب الرقاق باب (٤٨/ ٤٨) القصاص يوم القيامة.
(٤) في "الأدب المفرد" رقم (٩٧٣)
(٥) أي البخاري في صحيحه (١/ ١٧٣ - ١٧٤ رقم ٧٨) تعليقا بصيغة الجزم.
(٦) في مسنده (٣/ ٤٩٥).
(٧) انظر "فتح الباري" (١/ ١٧٤)