للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا الجواب مني (١) على بحث شيخنا العلم رحمه الله، وكانت هذه المباحث بيني وبينه، وأنا في أيام الصغر، قبل الإمعان في الطلب كما ينبغي، فليعلم ذلك.

بسم الله الرحمن الرحيم

وبعد، فإنه وقف الحقير على هذا البحث النفيس الذي حرره شيخنا العلامة (٢) - نفع الله بعلومه - في شأن تلك المذاكرة، التي جرت بيننا حال السماع على شيخنا الإمام الوجيه، كشف الله بأنوار علومه دياجير الظلم، وبدد بهديه القويم شمل الابتداع.

وقد أفاد وأجاد، وأحسن ما شاء - أحسن الله إليه - ولا غرو أن نثر علينا من هذه الدرر الثمينة فهو البحر التيار، أو جلى في هذه الحلبة فصلينا وسلمنا فهو السابق في ذلك المضمار، إلا إنه علق بالذهن العليل عند أسامة شرح اللحظ في هذه الحديقة الأنيقة ما جرى به القلم في هذا القرطاس، لا لقصد المعارضة، بل رجاء العثور ببركة شيخي على الحقيقة.

فأقول: ليعلم أولا أن محل النزاع القيام المقيد بالتعظيم لا المطلق، وقد دل على تحريم الأول حديث أبي أمامة عند أبي داود (٣) بلفظ: " خرج علينا رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - متوكيا على عصا، فقمنا إليه، فقال: لا تقوموا كما تقوم الأعاجم، يعظم بعضهم بعضا ". ولا يخفى عليك أن مناط النهي ههنا هو التعظيم المصرح به، وقد شهد لهذا الحديث حديث مسلم (٤) الذي ساقه شيخنا؛ ولهذا أورده المنذري (٥) في


(١) أي الشوكاني رحمه الله.
(٢) أي العلامة القاسم بن يحيى الخولاني رحمه الله.
(٣) تقدم تخريجه وهو حديث ضعيف.
(٤) في صحيحه رقم (٤١٣) من حديث جابر. وفيه: ". . . إن كدتم آنفا لتفعلون فعل فارس والروم، يقومون على ملوكهم وهم قعود، فلا تفعلوا، ائتموا بأئمتكم. . . ".
(٥) في " المختصر " (٨/ ٩٣).