للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ضربت عمرا كضرب زيد له، عند استواء الضربين، وإن كان المضروب قائما عند ضرب أحدهما، قاعدا عند ضرب الآخر، أو الضارب كذلك.

قوله: أقول: ههنا صورتان - إلى قوله - من سره أن يتمثل له الناس.

أقول: إنما جعلناه شاهدا باعتبار أن في كل واحد منهما قيام تعظيم، لا باعتبار صفة من قيم له، فإن أراد شيخنا بالتباين المذكور بالنسبة إلى من قيم له فمسلم، وهو غير المدعي، وإن أراد بالنسبة إلى القائم فممنوع، وإن أراد بالنسبة إلى المجموع فهو غير المدعى أيضا.

قوله: هذا أكثر دليل على تحرير - إلى آخر هذا البحث -.

أقول: قد جعل شيخنا هذا البحث برهانا له على ما ادعاه من وقوع ذلك الجواب عن غير تثبت، وهو جعل عجيب، فإني لا أعلم أحدا منع من مجرد المسرة على ما يجوز من الأفعال والأقوال، وقد حكى الله سبحانه هذا في كتابه عن عباده المؤمنين، لم يمنعهم، وقد وقع من رسول الله في مواطن يضيق المقام عن حصر بعضها، فكان في بعضها يضحك حتى تبدو نواجذه (١)، وفي بعضها يبتسم (٢)، وفي بعضها يظهر أثر ذلك


(١) قد بوب البخاري في صحيحه (١٠/ ٥٠٢ باب رقم ٦٨) التبسم والضحك وأورد أحاديث منها:
الحديث رقم (٦٠٨٧) وفيه: ". . . أين السائل؟ تصدق بها. قال: على أفقر مني؟ والله ما بين لابتيها أهل بيت أفقر منا ". فضحك النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حتى بدت نواجذه، قال: فأنتم إذا " من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٢) أخرج البخاري في صحيحه رقم (٦٠٨٥) وفيه: ". . . فلما استأذن عمر تبادرن الحجاب، فأذن له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فدخل والنبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يضحك، فقال: أضحك الله سنك يا رسول الله بأبي أنت وأمي، فقال: عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي، لما سمعن صوتك تبادرن الحجاب " من حديث عمر بن الخطاب.
وأخرج البخاري في صحيحه رقم (٦٠٨٩) عن جرير - رضي الله عنه - قال: عنه ما حجبني النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم في وجهي ".