للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنه سيد قبائل متعددة.

فدل مجموع ذلك إلى أنه يجوز أن يقال لفرد من أفراد بني آدم أنه سيد ذلك [القائل] (١)، أو سيد قوم معينين كأن يقول: يا سيدي أو يا سيد القبيلة الفلانية، أو سيد أهل القرية الفلانية، أو نحو ذلك من التخصيص والتعميم الجائزين الخاليين عن الغلو الممنوع.

ولا فرق بين أن يكون ذلك في مخاطبة أو مكاتبة، فالكل جائز، والأمر واسع، فإن السيد في لغة العرب يرد [لمعان] (٢) منها [من ثبتت] (٣) له رئاسة عامة أو خاصة، وأهل الشرع إلى عصرنا هذا إذا أطلقوه على فرد من الأفراد لا يريدون إلا هذا المعنى، أما حقيقة، أو ادعاء [وتأدبا] (٤). وما في إطلاق مثل هذا من ضير، فقد أذن به الشرع، ولم يرد فيه ما يمنعه لا بتصريح ولا بتلويح، بل كما يجوز أن يقال: الرئيس أو رئيس بني فلان، أو رئيسي، كذلك يجوز أن يقال: السيد أو سيد بني فلان أو سيدي (٥).

قال في النهاية (٦) والسيد يطلق على الرب والمالك والشريف والفاضل والكريم والحليم، [ومتحمل أذى قومه] (٧) والزوج والرئيس والمقدم، وأصله من ساد يسود فهو سؤدد، فقلبت الواو ياء لأجل الياء الساكنة قبلها، ثم أدغمت. . . انتهى بلفظه.

ومن علم أن هذه المعاني ثابتة للفظ السيد في لغة العرب (٨)، ولسان أهل الشرع،


(١) في (ب): القبائل.
(٢) في (ب): لغتان.
(٣) في (ب): ما ثبت.
(٤) زيادة من (أ).
(٥) تقدم في تعليقة سابقة.
(٦) (٢/ ٤١٨).
(٧) زيادة في (ب).
(٨) قال الراغب الأصفهاني في " مفردات ألفاظ القرآن " (ص ٤٣٢): السيد المتولي للسواد: أي الجماعة الكثيرة، وينسب إلى ذلك فيقال: سيد القوم، ولا يقال: سيد الثوب، وسيد الفرس، ويقال: ساد القوم يسودهم، ولما كان من شرط المتولي للجماعة أن يكون مهذب النفس، قيل: لكل من كان فاضلا في نفسه: سيد. وعلى ذلك قوله: {وَسَيِّدًا وَحَصُورًا} [آل عمران: ٣٩]، وقوله: {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا} [يوسف: ٢٥] فسمي الزوج سيدا لسياسة زوجته. وقوله: {رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا} [الأحزاب: ٦٤]، أي: ولاتنا وسائسينا.