للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بل نحن نقول أن ذلك مباح باعتبارين:

الأول: البراءة الأصلية (١).

الثاني: استعمال الشارع له استعمالا يدل على جوازه كما سيأتي.

فقول المعترض بأن ذلك فيه إيهام استصغار المعصية استدلالا بالمقدمة المتنازع فيها، وهو مصادرة على المطلوب في اصطلاح المحققين. .

قوله: ولعمري أن العلامة خلط الحديثين. .

أقول: حديث عبد الله بن الشخير أخرجه أبو داود في كتاب الأدب (٢) من سننه (٣) عن مسدد بن مسرهد، عن بشر بن المفضل، عن أبي سلمة سعيد بن زيد، عن أبي نضرة بن عبد الله بن الشخير، عن أبيه [٧]، فذكره. وأخرجه النسائي في اليوم والليلة (٤) عن حميد بن مسعدة عن بشر بن المفضل، وعن محمد بن المثنى عن غندر عن شعبة، عن قتادة (٥)، وعن حرمي بن يونس بن محمد عن أبيه، عن مهدي بن ميمون بن غيلان بن جرير، كلاهما عن مطرف عن أبيه (٦). فحديث عبد الله الشخير روي من هذه الطرق بألفاظ فيها اختلاف (٧) أوردنا منها في البحث الذي حررناه بعض الألفاظ، لا


(١) تقدم توضيح معناها.
(٢) رقم (٣٥) باب: في كراهية التمادح
(٣) رقم (٤٨٠٦). وهو حديث صحيح
(٤) في "عمل اليوم والليلة" رقم (٢٤٨، ٢٥١)
(٥) رقم (٢٤٥)
(٦) رقم (٢٤٦)
(٧) منها: حديث رقم (٢٤٥) ولفظه: جاء رجل إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: أنت سيد قريش فقال: " السيد الله " قال: أنت (أفضلنا) قولا، وأعظمنا فيها طولا قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ليقل أحدكم بقوله ولا يستجره الشيطان أو الشياطين".
ومنها حديث رقم (٢٤٦) وفيه: " فقالوا: أنت والدنا، وأنت سيدنا وأنت أفضلنا علينا فضلا، وأنت أطولنا علينا طولا. فقال: " قولوا بقولكم لا تستهوينكم الشياطين".