للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثانية منها: قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -: "الإيمان يمان" فإن هذا اللفظ يشعر بقصر الإيمان عليهم، بحيث لا يتجاوزهم إلى غيرهم، لكن لما كان الإيمان قد وجد في غيرهم من القبائل وسكان الأرض كان هذا الحصر محمولا على المبالغة في إثبات الإيمان لهم (١)، وأن إيمانهم هو الفرد الكامل من أفراد الإيمان لا يساويه غيره، ولا يدانيه سواه، وهذا هو الحصر الذي يسميه أهل البيان ادعائيا (٢) ولا شك ولا ريب أن الإيمان


(١) قال القاضي عياض في "إكمال المعلم بفوائد مسلم" (١/ ٣٠٢).
قيل معناه: أهل اليمن أكمل الناس إيمانا
(٢) يشير إلى القصر الحقيقي الادعائي ويكون على سبيل المبالغة بفرض أن ما عدا المقصور عليه لا يعتد به.
والقصد الحقيقي هو أن يختص المقصور بالمقصور عليه بحسب الحقيقة والواقع بألا يتعداه إلى غيره أصلا.
"معترك الأقران " (١/ ١٣٦٠ - ١٣٧)، انظر: " جواهر البلاغة " (ص ١٤٩)