للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجه، وأكمل طريقة.

الرابعة منها: قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -: " والفقه يمان " (١) فإن في هذا إثبات الفقاهة لهم على الوجه الأتم، وأنهم قد ظفروا منها بالفرد الكامل الذي لا يلحق به غيرهم - ومن أعطاه الله - سبحانه - الفهم الكامل لكتاب الله - سبحانه -، ولسنة رسوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -، ولاستخراج الوجوه منهما التي هي الفقه في الدين فقد ضم إلى علمه صحة فهمه، وقوة إدراكه، وحسن تصرفه في الشرعيات والعقليات فكان الفرد الكامل في طوائف أهل العلم.

ومن مناقبهم أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - دعا لهم [٣أ] فقال: [اللهم أقبل بقلوبهم] كما أخرجه الترمذي (٢) من حديث أنس.

وفي لفظ أنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قال: " هم مني وإلي " كما أخرجه الطبراني (٣) من حديث عبد الله بن عمرو.


(١) قال النووي في شرحه " لصحيح مسلم " (٢/ ٣٣) فالفقه هنا عبارة عن الفهم في الدين واصطلح بعد ذلك الفقهاء وأصحاب الأصول على تخصيص الفقه بإدراك الأحكام الشرعية العملية بالاستدلال على أعيانها، وأما الحكمة ففيها أقوال كثيرة مضطربة قد اقتصر كل من قائليها على بعض صفات الحكمة، وقد صفا لنا منها أن الحكمة عبارة عن العلم المتصف بالأحكام المشتملة على المعرفة بالله تبارك وتعالى المصحوب بنفاذ البصيرة وتهذيب النفس وتحقيق الحق والعمل به، والصد عن اتباع الهوى والباطل، والحكيم من له ذلك. وقال أبو بكر بن دريد كل كلمة وعظتك وزجرتك أو دعتك إلى مكرمة أو نهتك عن قبيح فهي حكمة.
(٢) في " السنن " رقم (٣٩٣٤) بإسناد حسن.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه من حديث زيد بن ثابت إلا من حديث عمران القطان.
عن أنس، عن زيد بن ثابت رضي الله عنه، أن رسول الله نظر قبل اليمن، فقال: " اللهم أقبل بقلوبهم وبارك لنا في صاعنا ومدنا ".
(٣) في " الكبير " (١٩/ ٧٠٧) مختصراً.
وأخرجه الترمذي في " السنن " رقم (٤٩٤٧) وأحمد في " المسند " (٤/ ١٢٩) وأبو يعلى رقم (٧٣٨٦) والدولابي في " الكنى " (١/ ٤١) والحاكم (٢/ ١٣٨).
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث وهيب بن جرير.
وقال الحاكم: حديث صحيح الإسناد ووافقه الذهبي.
عن عامر بن أبي عامر الأشعري عن أبيه عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: نعم الحي الأسد والأشعريون لا يفرون في القتال، ولا يغلون، هم مني وأنا منهم ".
قال عامر: فحدثت به معاوية فقال: ليس هكذا قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولكنه قال: " هم مني وإلي " فقال: ليس هكذا حدثني أبي عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولكنه قال: " هم مني وأنا منهم " قال: فأنت إذا أعلم بحديث أبيك قال عبد الله. هذا أجود الحديث ما رواه إلا جرير.
وهو حديث ضعيف.
انظر: " الضعيفة " (٤٦٩٢).
* قيل الأٍسد: الأزد.