للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[والذي] (١) ينبغي أن يسمَّى المدح بجميع الأوصاف التي يتنافس فيها الأشراف:

هم القوم إن قالوا أصابوا وإنْ دُعُوا ... أجابوا وإن أعطوا أطابوا وأنزلوا

وما يستطيع الفاعلون فِعالَهم ... وإن أحسنوا في الثنيات وأجملوا

[والذي] (٢) ينبغي أن يسمَّى القول الفصْل المبنيّ عن الثناء الجزْل:

عجبتُ لحرّاقهَ بنِ الحسيـ ... ـن كيف تسير ولا تغْرَقُ

وبحرانِ: من تحتها واحدٌ ... وآخَرُ من فوقها مُطْبِقُ

وأعجَبُ من ذاك عيدانُها ... وقد مسّها الكفُ لا تورق

[والذي] (٣) ينبغي أن يسمَّى حسن الاعتذار مع تعظيمِ المقْدار:

أتاني أبيتَ اللعْنَ أنك لمتني ... وتلك التي تصطك منها المسامعُ

فبتُ كأني ساوَرَتني ضئيلةٌ ... من الرُّقش في أنيابها السمُّ ناقِعُ

أكلَّفْتَه ذنبَ امرئٍ وتركْتَه ... كذا الغِرُّ يكْوي غيرَه وهو راتِعُ

فإنك كالليل الذي هو مدْركي ... وإن خلْتُ أن المنتأى عنك واسعُ

ومثل هذا [قوله] (٤) وقد سمّاه بعضُ أهلِ البيان باسم آخرَ ولا تزاحم بين المُقتضيات:

[ولست بمستبقٍ أخًا لا تلمُّهُ ... على شعثٍ أي الرِّجالِ المهذّبُ؟

فإن أكُ مظلومًا فعبدٌ ظلمته ... وإن تك ذا عُتبي فمثلك يُعْتِبُ

حَلَفْتُ فلم تتركْ لنفسكِ ريبةً ... وليس وراء اللهِ للمرء مذهَبُ

لئن كنتَ قد بُلِّغتَ عني جناية ... لمُبْلِغُكَ الواشي أغَشُّ وأكذبُ

ألم تر أن الله أعطاك سورةً ... ترى كلَّ مَلْكٍ دونها يتذَبْذبُ


(١) في (أ) هذا.
(٢) في (أ) هذا.
(٣) في (أ) هذا.
(٤) زيادة من (ب).