من رامَ ما يعجزُ عنه طوقُه ... تقاصرتْ عنه فسيحاتُ الخطا *
وأظلمُ أهلِ الظلمِ من باتَ حاسِدًا ... لمن باتَ في نَعْمائِهِ يتقلَّبُ
وكل امرئ: تولي الجميلَ نجيبُ ... وكلُّ مكانٍ يُنْبِتُ العرَّ طيِّبُ
أعزُّ مكانٍ في الدنا سرُج سابحٍ ... وخيرُ جليسٍ في الزمانِ كتابُ *
أشدُّ الغمِّ عندي في سرور ... تيقنَّ عنه صاحبُهُ انتقالا
خلاَ لكِ الجو فبيضي وأصفري ... ونقري ما شئتِ أن تنقري
أبا منذر أفنيتَ فاستبقِ بعضَنا ... حنانَيْكَ بعضُ الشرِّ أهونث من بعضِ
استرزقِ الله مما في خزائنهِ ... فبينها الجرادُ دارتْ مناشيرُ
وحالتْ حياضُ الموت بيني وبينها ... وجادتْ بوصلٍ حيث لا ينفعُ الوصلُ
فإنكَ والكتابَ إلى عليٍّ ... ليس بالظنِّ أنه إذا ذلَّ مولى المرء فهو ذليلُ *
لك العزُّ إنْ مولاكَ عزَّ ... وإنْ يَهُنْ فأنت فِدَى بُحْبُوبَةِ الهُونِ كائنُ
إذا وَتَرْتَ امرءًا فاحذر عدواتَهُ ... من يزرع الشوكَ لا يحصدْ به عِنبًا
إن العدوِّ وإن أبدى مسالمةً ... إذا رأى منك يومًا فرصةً وثبا
فاليومَ نقنعُ بالسلامةِ منكم ... لا تأخذوا منا ولا تعطُونَا
كفاني الله شرَّك يا حبيبي ... فأمَّا الخيرَ منكَ فقد كفاني [٦ب]
إذا كنت تبغي (١) العيشَ فابْغِ توسُّطًا ... فعند التناهي يقصرُ المتطاوِلُ
ما زدتَ حين وَلِيْتَ إلاَّ خسَّةً ... والكلبُ أنجسُ ما يكون إذا اغتسلْ
إذا اجتمع الآفاتُ فالبخلُ شرُّها ... وشرٌّ من البخيل المواعيدُ والمُطْلُ
(١) في الهامش (إذا ما أردت).