للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أي مثله من حيث اجتماعهما في أصل واحد وهو عبد المطلب، فهما كنحلتين أصلهما واحد، وفي حديث الترمذي (١): " فإنما عم الرجل صنو أبيه " وهو من هذا القبيل. "ومن " أي الذي " دين " أي اعتقاد" فؤادي " أي قلبي " وداده " أي حبه. " والولاء " أي مناصرته والذب عنه. . .] ما لفظه: قال أحمد بن حنبل في مسنده ما جاء لأحد من الفضائل ما جاء لعلي (٢). وقال إسماعيل (٣) القاضي، وأبو على النيسابوري (٤): لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان ما ورد في حق على (٥) وقال أيضا: وصح أن


(١) أخرجه الترمذي في السنن رقم (٣٧٥٨) وقال: هذا حديث حسن صحيح وهو كما قال.
(٢) انظر المستدرك (٣/ ١٠٨) تاريخ الحلفاء ص ١٤٠. الرياض النضرة (٢١٣١٢).
(٣) انظر المستدرك (٣/ ١٠٨) تاريخ الحلفاء ص ١٤٠. الرياض النضرة (٢١٣١٢).
(٤) انظر المستدرك (٣/ ١٠٨) تاريخ الحلفاء ص ١٤٠. الرياض النضرة (٢١٣١٢).
(٥) منها: ا- ما أخرجه البخاري (٨/ ١١٢ رقم ٤٤١٦) ومسلم (٤/ ١٨٧٠ رقم ٣١/ ٢٤٠٤) عن سعد ابن أبي وقاص قال: خلف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على بن أبي طالب، في غزوة تبوك. فقال: يا رسول الله! تخلفني في النساء والصبيان؟ فقال: " أما ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ غير أنه لا نبي بعدي ".
" أنت منهي بمنزلة هارون من موسى ". قال القاضي: هذا الحديث مما تعلقت به الروافض والإمامية وسائر فرق الشيعة، في أن الخلافة كانت حقا لعلى. وأنه وصي له بها. قال: ثم اختلف هؤلاء فكفرت الروافض سائر الصحابة في تقديمهم غيره. وزاد بعضهم فكفر عليا لأنه ا يقص في طلب حقه، بزعمهم. وهؤلاء أسخف مذهبا وأفسد عقلا من أن يرد قولهم أو يناظروا. قال القاضي: ولا شك في كفر من قال هذا. لأن من كفر الأمة كلها والصدر الأول فقد أبطل نقل الشريعة، وهدم الإسلام. وأما من عدا هؤلاء الغلاة فإنهم لا يسلكون هذا المسلك. فأما الإمامية وبعض المعتزلة فيقولون: هم مخطئون في تقديم غيره، لا كفار. وبعض المعتزلة لا يقول بالتخطئة لجواز تقلم المفضول عندهم.
وهذا الحديث لا حجة فيه لأحد منهم. بل فيه إثبات فضيلة لعلى، ولا تعرض فيه لكونه أفضل من غيره أو مثله. وليس في دلالة لاستخلافه بعده. لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما قال هدا لعلى، حينما استخلفه في المدينة في غزوة تبوك. ويؤيد هذا أن هارون، المشبه به، لم يكن خليفة بعد موسى، بل توفي في حياة موسى وقبل وفاة موسى بنحو أربعين سنة. على ما هو مشهور عند أهل الأخبار والقصص.
قالوا: وإنما استخلفه حين ذهب لميقات ربه للمناجاة.
٢ - ومنها:
ما أخرجه البخاري (٧/ ٧٠ رقم ٣٧٠١) ومسلم (٤/ ١٨٧٢رقم ٣٤/ ٢٤٠٦) عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه. قال فبات الناس يدركون ليلتهم أيهم يعطاها. فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا: يشتك عينيه يا رسول الله. قال: فأرسلوا إليه فأتوني به. فلما جاء بصق في عينيه ودعا له، فبرأ حتى كان لم يكن به وجع، فأعطه الراية، فقال علي: يا رسول الله، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا، فقال: انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلي الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لان يهدي الله بك رجلا واحدا يضر لك من أن يكون لك حمر النعم ". .
" حمر النعم " هي الإبل الحمر. وهي أنفس أموال العرب. يضربون بها المثل في نفاسة الشيء وإنه ليس هناك أعظم منه.
٣ - ومنها:
ما أخرجه مسلم (٤/ ١٨٧١ رقم ٣٣/ ٢٤٠٥).
عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال يوم خيبر " لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله. يفتح الله على يديه " قال عمر بن الخطاب: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ قال فتساورت لها رجاء أن أدعى لها. قال فدعا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على بن أبي طالب. فأعطاه إياها. وقال: " امش. ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك ". قال فسار على شيئا ثم وقف ولم يلتفت. فصرخ يا رسول الله على ماذا أقاتل الناس؟ قال: " قاتلهم حتى يشهدوا أن لا آله إلا الله وأن محمدا رسول الله. فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموآلهم. إلا بحقها. وحسابهم على الله ". *
تساورت لها: معناه تطاولت لها. أي حرصت عليها. أي أظهرت وجهي وتصديت لذلك ليتذكرني.
٤ - ومنها:
ما أخرجه مسلم (١/ ٨٦ رقم ١٣١/ ٧٨) والنسائي (٨/ ١١٧ رقم ٥٠٢٢) والترمذي (٥/ ٦٤٣ رقم ٣٧٣٦) عن زر بن حبيش، قال: قال علي: والذي فلق الحبة وبرا النسمة، إنه لعهد النبي الأمي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلي " أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق ". .
فلق الحبة: أي شقها بالنبات.
برأ النسمة: إي خلق الإنسان، وقيل: النفس.
٥ - ومنها:
ما أخرجه الترمذي (٥/ ٦٣٣ رقم ٣٧١٣) عن أبي سريحة، أو زيد بن أرقم - شك شعبة - عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " من كنت مولاه فعلي مولاه "، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، قلت: وأخرجه أحمد في " المسند " (٤/ ٣٦٨ و٣٧٠ و٣٨٢). وهو حديث صحيح.
٦ - ومنها:
ما أخرجه الترمذي (٥/ ٦٣٦ رقم ٣٧١٩) عن حبشي بن جنادة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "علي مني وأنا من علي، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي ". وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
قلت: وأخرجه أحمد في " المسند " (٤/ ١٦٤ و١٦٥)، وهو حديث حسن