للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومأجوج؛ أمسلمون هم؟ فقلت له: أحكمت العلم حتى تسأل عن ذا؟ ! (١).

وقال أحمد بن علي الأبار: رأيت بالأهواز رجلاً حف شاربه، وأظنه قد اشترى كتباً وتعبأ للفتيا، فذكروا أصحاب الحديث فقال: ليسوا بشيء، وليس يسوون شيئاً، فقلت له: أنت لا تحسن تصلي. قال: أنا؟ ! قلت: نعم، قلت: إيش تحفظ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا افتتحت الصلاة ورفعت يديك؟ فسكت. فقلت: وإيش تحفظ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سجدت؟ فسكت، فقلت: ما لك لا تكلم؟ ألم أقل إنك لا تحسن تصلي؟ أنت إنما قيل لك تصلي الغداة ركعتين، والظهر أربعاً. فالزم ذا خير لك من أن تذكر أصحاب الحديث، فلست بشيء ولا تحسن شيئاً (٢).

وإن كانت هذه صور نادرة في زمانهم فإنها تفشت واستشرت في زماننا. واستمع إلى أسئلة العوام ممن يدعون طلب العلم وشرف الصبر عليه.

وأما الإمام ابن الجوزي صاحب التوجيهات والنصائح فإنه يقول: أما العالم فلا أقول له: اشبع من العلم، ولا اقتصر على بعضه، بل أقول له: قدم المهم، فإن العالم من قدر عمره، وعمل بمقتضاه، وإن كان لا سبيل إلى العلم بمقدار العمر، غير أنه يبني على الأغلب، فإن وصل فقد أعد لكل مرحلة زاداً، وإن مات قبل الوصول فنيته تسلك به.


(١) الآداب الشرعية ٢/ ٦٩.
(٢) الكفاية في علوم الرواية ص ٤.

<<  <   >  >>