للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والحجاز، واليمن، والعراقيين جميعاً، وفارس، وخراسان، والجبال، والأطراف، ثم عدت إلى بغداد.

وخرجت إلى الكوفة، فكنت في بيت تحت رأسي لبنة‍‍‍! فحممت!

فرجعت إلى أمي رحمها الله ولم أكن استأذنتها، ولو كان عندي تسعون درهماً كنت رحلت إلى جرير بن عبد الحميد إلى الري (١)، وخرج بعض أصحابنا ولم يمكني الخروج، لأنه لم يكن عندي شيء! (٢).

وقال الوراق عن الإمام البخاري:

كان أبو عبد الله إذا كنت معه في سفر يجمعنا بيت واحد إلا في القيظ، فكنت أراه يقوم في الليلة الواحدة خمس عشرة مرة إلى عشرين مرة، في كل ذلك يأخذ القداحة فيوري ناراً بيده ويسرج ويخرج أحاديث فيعلم عليها ثم يضع رأسه، فقلت له: إنك تحمل على نفسك كل هذا ولا توقظني، قال: أنت شاب فلا أحب أن أفسد عليك نومك (٣).

رحمهم الله وأجزل مثوبتهم، ورزقنا من صبرهم وأفاض علينا من علمهم، وجمعنا وإياهم ووالدينا في جنات عدن تجري من تحتها الأنهار.


(١) من مدن إيران حالياً.
(٢) مناقب الإمام أحمد ص ٢٥، البداية والنهاية ١٠/ ٣٣٦.
(٣) تاريخ بغداد ٢/ ١٣.

<<  <   >  >>