مجالسهم مثل الرياض أنيقة ... لقد طاب منها الريح واللون والطعم
قال أبو بكر النيسابوري مخبراً عن نفسه: لقد أقمت أربعين سنة لا أنام الليل إلا جاثياً، وصليت الفجر بوضوء العشاء أربعين سنة، وهذا كله قبل أن أعرف أم عبد الرحمن، إيش أقول لمن زوجني، ثم قال: ما أراد إلا الخير (١).
وكان هذا السهر والنصب ألذ عند السلف من سائر ملذات الدنيا، ولذا قال قائلهم:
سهري لتنقيح العلوم ألذ لي ... من وصل غانية وطيب عناق
وتمايلي طرباً لكل عويصة ... أشهى من النغمات للعشاق
وألذ من نقر الفتاة لدفها ... نقري لألقي الرمل عن أوراقي
أأبيت سهران الدجى وتبيته ... نوماً وتبغي بعد ذاك لحاقي؟
سأل طلبة العلم ابن برهان أحمد بن على البغدادي أن يخصص لهم وقتاً ليدرسهم فيه أحد الكتب فقال لهم: لا أجد لكم وقتاً، فكانوا
كلما حددوا له وقتاً قال لهم: أنا في هذا الوقت مشغول بمذاكرة