للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإذا أكره الإنسان على الكفر قولا كان أو فعلا ففعل ما أكره عليه فقد دل الكتاب العزيز على أنه لا يكفر، مع أن الفعل كفر.

مثال ذلك: إنسان أكره على أن يسجد لصنم فسجد، فالسجود للصنم كفر لا إشكال فيه، لكنه مكره وقلبه مطمئن بالإيمان، يؤمن بأن هذا الصنم لا يستحق أن يسجد له، وأن السجود له كفر، فلا شيء عليه.

وإنسان أكره على أن يقول كلمة الكفر، فيقول: إن الله ثالث ثلاثة، أيكفر وقلبه مطمئن بالإيمان؟ الجواب: لا يكفر.

وأما السنة:

فقد تحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن فرح الله تعالى بتوبة العبد، وأخبر أن الله أشد فرحا بتوبة العبد من رجل أضل ناقته وعليها طعامه وشرابه، فطلبها فلم يجدها، واضطجع تحت شجرة ينتظر الموت، فبينما هو كذلك إذا هو بناقته قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح (١).

هل هو كافر؟ الجواب: لا.

كذلك الرجل الذي كان مسرفا على نفسه، وخاف من عقوبة الله فقال لأهله: إذا أنا مت فأحرقوني وذروني في اليم، فوالله لئن قدر علي


(١) أخرجه مسلم برقم (٢٧٤٧). من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه -.

<<  <   >  >>