للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ربي لعذبني عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين، ففعلوا - فجمعه الله عز وجل - ثم سأله، وأخبره أنه فعل ذلك خوفا من الله - ظن أن الله لا يقدر عليه - فغفر الله له (١)، مع أن الشك في قدرة الله كفر؛ لأنه لم يرد أن يصف الله بالعجز، ولكن خوفا من الله عز وجل -، فظن أن هذا الفرار من الله يمكنه أن ينجو به من عقابه.

إذا يا إخواني لا بد من أمرين هامين في التكفير:

الأمر الأول: دلالة النصوص على أن هذا كفر وكفر مخرج عن الملة.

الثاني: انطباق هذا الحكم على الشخص المعين؛ لأنه قد تكون هناك موانع تمنع من التكفير؛ وإن كان القول أو الفعل كفرا، والموانع معروفة من الشريعة والحمد لله.

فإذا لم يتم الشرطان؛ فمن كفر أخاه صار هو الكافر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن من دعا رجلا بالكفر، أو قال: يا عدو الله وليس كذلك، فإنه يعود إليه فيكون هو الكافر، وهو عدو الله.

فإذا قال إنسان: كيف يكون هو كافرا، وهو إنما كفر هذا الرجل غيرة لله عز وجل؟

قلنا: إنه كفر حيث اتخذ نفسه مشرعا مع الله، وحكم على هذا بالكفر والله تعالى لم يكفره، فجعل نفسه ندا لله عز وجل في التكفير، هذا من جهة،


(١) أخرجه البخاري رقم (٦٤٨٠). ومسلم برقم (٢٧٥٦). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه -.

<<  <   >  >>